الإعداد والواقع التاريخي
وهذه الفكرة إذا أردنا أن ننظر إليها من خلال الواقع التاريخي الذي عاشته الرسالة الإسلامية ، نراها ـ أيضا ـ فكرة متطابقة تماما مع هذا الواقع التاريخي ، حيث نرى أن الوصي الذي كان هو الإمام علي عليهالسلام قد احتضنه رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو طفل صغير ، حيث تذكر بعض النصوص أن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان قد تكفله بالتربية قبل البعثة ، من خلال التخفيف من مسئوليات الإنفاق ـ أو المسئوليات الاقتصادية إذا صح التعبير ـ عن أبي طالب.
وبدأ الرسول صلىاللهعليهوآله في هذه المرحلة بتربية علي عليهالسلام ، وبذلك ـ أيضا ـ يجمع المسلمون ـ تقريبا ـ أن عليا عليهالسلام كان أول من أسلم ، وأنه لم يعرف في حياته عبادة الأصنام أو عبادة غير الله سبحانه وتعالى ، وهذا أمر يجمع عليه المسلمون ، ولذلك عند ما يذكر اسمه جمهور المسلمين ، يخصونه بدعاء (كرّم الله وجهه) ، وهم بذلك يشيرون إلى هذه الخصوصية لعلي عليهالسلام ، وهذه الخصوصية إنما كانت ـ أيضا ـ بحسب النظر إلى الظروف التاريخية ومن هذه الزاوية ، بسبب إعداد رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام.
__________________
ونموذج آخر يذكره القرآن الكريم ، له بعد آخر من الخروج وهو أبو إبراهيم ـ كما يعبّر عنه القرآن الكريم ـ الذي قد يكون هدف القرآن الكريم من التأكيد عليه هو تفسير موقف (أبي لهب) من النبي صلىاللهعليهوآله باعتباره قريبا لرسول الله وعمه ، ومع ذلك خرج على هذه الرسالة ، وهو الشخص الوحيد الذي ذكره القرآن الكريم بالاسم من المشركين ، أو أراد به بعض أقرباء الرسول الذين كانوا بمستوى الأعمام في الحالة النسبية والارتباط برسول الله صلىاللهعليهوآله.
ونموذج ثالث يذكره القرآن الكريم هو زوج نوح ولوط ، كمثل لما يمكن أن تقفه الزوجة من صاحب الرسالة ، فإنها وإن لم تكن من ذريته وبيته ، ولكنها عادة ما تكون تحت تأثير عمله.
ولكن بصورة عامة وإجمالية يفترض بأن عملية الإعداد عند ما يراد إنجازها بصورة كاملة ، تكون أسهل وأفضل وأكمل في دائرة البيت الرسالي من إنجازها في خارج دائرة البيت الرسالي.