الإمامة كعصمة الرسالة وهو ما نريد أن نشير إليه في هذه الحديث ، وبعد آخر يرتبط بالجانب التاريخي والسياسي والنصوص التي وردت في ذلك ، والتحولات الاجتماعية والظروف السياسية التي اقترنت بهذا الموضوع ، وهذا البعد له حديث آخر غير هذا الحديث (١).
إذن ، فنحن عند ما نتحدث عن موضوع الخلافة ، وأن هذه الخلافة لا بد أن يقوم بها الإمام المعصوم ، وتكون تجسيدا واستمرارا للحكم الإلهي النبوي ، عند ما نتحدث عن هذا الموضوع ، لا نتحدث عن أمر تاريخي قد يقال عنه : إنّه ذهب مع الزمن وانتهى وقته ، وإنّما نتحدث عن أمر عقائدي ، يرتبط بفهمنا للإسلام وللرسالة الإسلامية ، ولتكامل هذه الرسالة ، وهذه قضية مهمة جدا.
إذن ، فالنقطة الثالثة في ضرورة الإمامة هي ضرورة وجود قيادة معصومة للحكم الإسلامي والكيان السياسي ؛ لأن هذا الكيان السياسي من أجل أن يكون قادرا على تطبيق الحق والعدل على البشرية بصورة كاملة ودقيقة ، تتناسب مع الهدف الكبير لهذه الرسالة الإسلامية ، لا بد له من وجود قائد معصوم لهذا الكيان السياسي الإسلامي حتى يمكن تحقيق هذا الهدف الكبير ، ولذلك نعتقد بضرورة الإمامة المعصومة من أجل تحقيق هذا الهدف (٢).
العصمة والإمام المهدي
نحن نعتقد أنه بسبب عدم تولي الإمامة المعصومة لقيادة الحكم الإسلامي لتحقيق هذا الهدف العظيم في إقامة الحق والعدل الكامل ، شهد التاريخ الإسلامي
__________________
(١) سوف نتناوله بشيء من التفصيل ، عند ما نتحدث عن (الولاية) ودور أئمة أهل البيت في قيادة الحكم الإسلامي.
(٢) وهذا هو ما أشار إليه الشهيد الصدر في حديثه السابق عن المجتمع الإنساني ، في بحوث التفسير الموضوعي.