وهذا النوع من الاختلاف هو الذي يفسر لنا ما ورد في أحاديث عديدة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، عند ما كان يتحدث مع علي عليهالسلام وغيره عن مستقبل الأيام في التاريخ الإسلامي وتطورات الأحداث فيه ، حيث كان يتحدث هناك عن معركتين إحداهما على (التنزيل) كان يقودها رسول الله صلىاللهعليهوآله في مواجهة المشركين وأهل الكتاب ، ومعركة أخرى هي معركة على (التأويل) الذي كان يخبر الرسول عن دور الإمام علي عليهالسلام في قيادتها ، فقد روى سعيد بن المسيب ، عن سعيد بن مالك أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : «يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ، تقضي ديني وتنجز عدتي وتقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، يا عليّ حبّك إيمان وبغضك نفاق ، ولقد نبّأني اللّطيف الخبير أنه يخرج من صلب الحسين تسعة من الأئمة ، معصومون مطهّرون ، ومنهم مهديّ هذه الأمة ، الّذي يقوم بالدّين في آخر الزمان كما قمت به في أوله» (١).
إذن ، فهذه المعركة هي قضية حقيقية قائمة في التاريخ الرسالي والتاريخ الإسلامي وقد ذكرها القرآن الكريم على مستوى تاريخ الأنبياء ـ أيضا ـ وأكدتها الأحداث التي جرت بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله كحقيقة من الحقائق التاريخية ، أخبر بها رسول الله صلىاللهعليهوآله في مستقبل الأيام.
الإمامة والولاية
النقطة الثالثة : أنّ الرسالة الخاتمة امتازت بامتيازات عديدة لم تشبهها فيها الرسالات الإلهية السابقة ، وكان من جملة الامتيازات في الرسالة الخاتمة ـ كما
__________________
(١) بحار الأنوار ٣٦ : ٣٣١ / ١٩٠ ، وقد ورد مضمون القتال على التأويل والقتال على التنزيل في عدد من النصوص التي رواها الفريقان ، راجع تاريخ مدينة دمشق ٣ : ١٢٧ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٢٢ ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح.