قيادة (معصومة) للحركة الاجتماعية وإدامة العمل لحل هذا النوع من الاختلاف ، وهذه الحاجة ثابتة في كل الرسالات الإلهية ، فكيف إذا كانت الرسالة رسالة خاتمة طويلة الأمد ، يراد لها أن تعم الأرض كلها ، وتزيل جميع الآلهة المصطنعة ، والأمثلة التي يبتدعها الإنسان وتنتصب في وسط طريق التكامل الإنساني.
لذا كانت الحاجة قائمة لوجود القائد وهو الإنسان الكامل الذي نعبر عنه ب (الإمام) ، ليقود خارجيا معركة تحرير الإنسان من كل هذه الآلهة والقيود ، وتحقيق العبادة المطلقة لله تعالى ، دون غيره من الآلهة ، وهو المثل الأعلى للحق ، لأن معركة التحرير هذه تحتاج إلى شخص يتصف بالاستيعاب الكامل والرؤية الواضحة للرسالة من ناحية ، والشعور العالي بالمسئولية أمام الله تعالى في إدامة المعركة من ناحية ثانية ، والإدارة القوية في إدارة المعركة التي تعتمد على جهاد النفس من ناحية ثالثة.
وهذا السبب هو ما أشار إليه الشهيد الصدر قدسسره في حديثه حول ضرورة الإمامة بعد الرسول ، وقد أعطى الإمامة مضمونا شاملا ، يتحد مع النبوة أحيانا ، عند ما تكون الحاجة إلى النبي والقائد معا ، ويفترق عنها أحيانا أخرى عند ما تكون الحاجة إلى القائد وحده ، ولكنه على أن يرتبط بهذه المهمة الخاصة وهي قيادة المعركة ، وهو ما عبر عنه الشهيد الصدر قدسسره بقيادة المعركة التي يواجهها الأنبياء في المجتمعات الإنسانية ، لإزالة كل الأمثلة المزيفة والآلهة المصطنعة التي يخترعها الإنسان ويبتدعها ، سواء كانت هذه الأمثلة المصطنعة والآلهة المزيفة عبارة عن طواغيت يحكمون بين الناس أو كانت شهوات وهوى يتحكم في مسيرة هؤلاء الناس ، أو كانت أفكار منحرفة يختلقها الإنسان ويبتكرها ، فيجعلها مثالا له يقتدي ويهتدي به ، فيتحول إلى إله يعبده من دون الله ، كما قال تعالى : (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ