المسك ، فيها طينة خلقنا الله منها وخلق منها شيعتنا فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا ولا من شيعتنا ، وهي الميثاق الذي أخذه الله عزوجل عليه ولاية علي بن أبي طالب» (١).
ومنها : رواية (الشجرة) ، حيث روى مولى عبد الرحمن بن عوف ، قال : خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «أنا الشجرة ، وفاطمة فرعها ، وعلي لقاحها ، والحسن والحسين ثمرتها ، وشيعتنا ورقها ، وأصل الشجرة في جنة عدن وسائر ذلك في سائر الجنة» (٢).
الطائفة الثانية : ما ذكر فيها وجوب الحب لأهل البيت والتشيع لهم ، وحرمة البغض والعداوة لأهل البيت ، أي الروايات التي تتضمن المقارنة بين الحب والعداوة تجاه أهل البيت عليهمالسلام ، مما يقسّم الناس إلى قسمين : قسم محبّين ، وقسم مبغضين ، وتذكر حال المحب وحال المبغض ، كالرواية التي ذكرناها في هامش رواية هذا الوجه من الاستدلال ، وقلت : إنّ هناك العشرات ، بل مئات الروايات تدلّ على هذا المضمون. وهذا المضمون يكاد أن يكون من المضامين المتواترة.
الطائفة الثالثة : الروايات التي تضمنت الحديث عن الآثار والنتائج التي تترتب على التشيع لأهل البيت عليهمالسلام وحبّهم ، من الفوز بالجنة ، والثبات على الصراط ، والدرجات العالية ، إلى غير ذلك مما تشير إليه هذه الروايات.
الطائفة الرابعة : الروايات التي تتناول مواصفات وخصوصيات الشيعة ، كما أشرنا إلى ذلك في الملاحظة الثالثة.
هذه الطوائف الأربعة إذا أردنا أن نجمعها فسوف نخرج بنتيجة واضحة ، وهي
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق ١ : ١٢٩ ـ ١٣١ / ١٨٠.
(٢) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٦٠.