يبدو من النصوص التي وردت عن النبي صلىاللهعليهوآله وأهل البيت عليهمالسلام ضرورة توفر خصوصيتين رئيسيتين في هؤلاء الشيعة ، أي فيمن يصدق عليهم عنوان الشيعة :
أـ التكامل الإنساني
الخصوصية الأولى : هي خصوصية التقوى والورع ، وقد ورد عن أبي بصير قال : قال الصادق عليهالسلام : «شيعتنا أهل الورع والاجتهاد وأهل الوفاء والأمانة ، وأهل الزهد والعبادة ، أصحاب إحدى وخمسين ركعة في اليوم والليلة ، القائمون بالليل ، الصائمون بالنهار ، يزكون أموالهم ، ويحجون البيت ، ويجتنبون كلّ محرم» (١).
وبعض هذه النصوص ترقى بالشيعة في المواصفات إلى درجة عالية جدا ، بحيث عند ما يذكرها الإمام علي عليهالسلام إلى (همّام) ـ ذلك العبد الصالح ـ في حديثه المعروف معه ، يصعق همّام ويسقط مغشيا عليه حتى يصيبه الموت بسبب ما سمعه من مواصفات لهؤلاء الشيعة ، ولأجل ذلك كان الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في البداية يتحفظ أن يذكر هذه المواصفات خوفا على همّام أن لا يتحملها ، ولكن همّام يطلب ذلك بإلحاح وإصرار ، فيذكر هذه المواصفات (٢).
__________________
الصالحة) ، وقد كانت ـ سابقا ـ تؤلف كتب خاصة في هذا الموضوع ، ويوجد باب من الأبواب في كتاب بحار الأنوار يتناول موضوع صفات الشيعة ـ الجزء ٦٨ ، باب ١٩ ـ وهو شيء يستحق المراجعة ، باعتبار أنّنا من أتباع أهل البيت عليهمالسلام ، وذلك من أجل الاتعاض بها.
وكان بودي أن توجد لدي فرصة من أجل ذكر بعض هذه النصوص ، لأنها نصوص لها دور في تربية الشيعة تربية عالية جدا ، كما أنّها مما يتفاعل معها الإنسان من الناحية النفسية والعاطفية والروحية ، ولذلك أنا أطلب من الأخوة المؤمنين الأعزاء الاهتمام بهذا الجانب ، ومراجعة هذه النصوص في مواردها.
(١) بحار الأنوار ٦٨ : ١٦٧ / ٣٣ ، عن كتاب صفات الشيعة.
(٢) في نهج البلاغة توجد قطعة محدودة من الحديث لعلي عليهالسلام مع همّام ، وفي النصوص الأخرى يوجد تفصيل أكثر وأكبر في هذه المواصفات ، راجع نهج البلاغة : ٤٠٩ / ١٩٣ ، في صفات المتقين ، بحار الأنوار ٦٨ : ١٩٢ ـ ١٩٦ / ٤٨.