جانب علي عليهالسلام في رفض البيعة ، الأمر الذي يؤكد أن هذه الصفة كانت مرتبطة بهذه الميزة الخاصة.
النقطة الثالثة : أنّ المسلمين في زمن النبي صلىاللهعليهوآله كانوا يعتبرون التشيع لعلي عليهالسلام وحبه المقياس والميزان الذي يزنون به بين المؤمن والمنافق ، حيث إنّ ظاهر الإسلام واحد بين جميع المسلمين (المؤمن والمنافق) ، وهو قول الشهادتين ، وحضور الشعائر الإسلامية كصلاة الجمعة والجماعة ، وحج بيت الله الحرام ، أو أداء الزكاة ، أو غير ذلك من الشعائر والعبادات ، فقد كان المسلمون ـ المؤمن والمنافق منهم بصورة عامة ـ يتساوون في المظهر الخارجي والسلوك العام.
نعم كان للمنافقين مواقف متعددة تعبر عن حالة النفاق ، ولكن هذه المواقف في كثير من الأحيان كان يقع فيها اختلاف بين المسلمين في الاجتهاد والتفسير لها ، وكان يشترك فيها ـ أيضا ـ مع المنافقين ـ بسبب وجود الاختلاف في التفسير ـ بعض المؤمنين متأثرا بالتيار الذي كان يوجده المنافقون ـ أحيانا ـ في وسط المسلمين ، لأن المنافقين كانوا يتخذون موقفا يقع بعض المسلمين ـ لغفلة أو جهالة ـ تحت تأثيره ، لأسباب قبلية أو عشائرية أو مصالح خاصة أو لسوء الفهم ، وغير ذلك من الرواسب الجاهلية ، وكان بعض المؤمنين يشترك مع المنافقين في بعض هذه المواقف ، ولذلك لم تكن هذه المواقف قادرة على تمييز المنافقين عن المسلمين ، لوجود هذا التداخل والاختلاف في الحركة الخارجية.
ولكن كان هناك مائز رئيس وأساس أكد عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله من أجل أن يميّز المنافق عن المؤمن ، وأصبح هذا التمييز معروفا ـ أيضا ـ بين المسلمين ، وليس تمييزا من قبل رسول الله صلىاللهعليهوآله وحده ، وإنّما تحوّل هذا التأكيد من رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى حالة سياسية واجتماعية بين المسلمين ، بحيث أصبح التشيع لعلي وحب علي عليهالسلام