لعلي عليهالسلام : «هم أنت وشيعتك يا عليّ».
ويذكر تاريخيا أنّ أول دعوة للتشيع لعلي عليهالسلام كانت في حادثة الدار ودعوة النبي صلىاللهعليهوآله لعشيرته الأقربين (١) ، كما أنّه لا شك أنّ الشيعة والتشيع لغة وعرفا لا تعني مجرد الحب والعواطف والمشاعر والميل والهوى ، وإنّما يعني الجماعة والمتابعة والفئة.
النقطة الثانية : أنّ هناك مجموعة من الأشخاص كانوا معروفين بين المسلمين بأنّهم شيعة لعلي عليهالسلام ، بحيث أصبح هذا العنوان له مصاديق في الخارج تتجسد فيهم حالة التشيع والارتباط بعلي عليهالسلام ارتباطا خاصا يجعلهم تحت هذا العنوان ، مما يعبر عن خط وارتباط عقائدي وسياسي خاص.
ويذكر في هذا الصدد مجموعة من الأشخاص بعضهم عرّفهم رسول الله صلىاللهعليهوآله بعنوان أنّهم شيعة علي عليهالسلام كسلمان الفارسي ، حيث يذكر بعنوان أنه من شيعة علي عليهالسلام بتعريف رسول الله صلىاللهعليهوآله له ، وبعضهم يذكرون كجماعة من الناس يعرفون بين المسلمين بأنّهم شيعة علي عليهالسلام كعمار بن ياسر ، وأبي ذر ، والمقداد ، وخالد بن سعيد بن العاص من بني أمية ، وحذيفة بن اليمان ، وأبي سعيد الخدري ، وآخرين من كبار الصحابة المعروفين (٢) ، الذين كان لهم دور عظيم جدا ـ بعد ذلك ـ في تاريخ الإسلام والفتوحات الإسلامية وـ أيضا ـ كان لهم دور متميز بين أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله ، كانوا يعرفون بأنّهم شيعة علي عليهالسلام ، ويبدو أنّ السبب في معرفتهم بهذه الصفة هو موقفهم من علي عليهالسلام ، في قضية الخلافة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ووقوفهم إلى
__________________
(١) تاريخ الشيعة : ٩.
(٢) المصدر السابق عن الكاتب محمد كرد علي في كتابه خطط الشام ٥ : ٢٥١ ـ ٢٥٦ ، وهو من كبار مؤرخي الجمهور المعاصرين.