الملاحظات
تاريخ التشيع
الملاحظة الأولى : أنّ كلمة (الشيعة) و (التشيع) من الناحية التاريخية كانت كلمة قد وجدت في زمن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولم تكن كلمة أو عنوانا من العناوين المستحدثة التي وردت بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ويوجد هناك بحث تاريخي يتناول هذه المفردة من الناحية التاريخية ، يذكر الشواهد التاريخية على هذا الموضوع (١) ، على خلاف بعض المحاولات التي تذكر بأنّ التشيع كان أمرا مستحدثا ، إما بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أو بعد مقتل الإمام علي عليهالسلام.
وهذا ـ في الواقع ـ من الموضوعات المهمة التي لا بد أن نأخذها بنظر الاعتبار ، حيث يمكن الإشارة فيه إلى عدة نقاط :
النقطة الأولى : أنّ كلمة (شيعة) كانت تتردد في زمن رسول الله صلىاللهعليهوآله في مناسبات عديدة ، منذ بداية الدعوة الإسلامية حتى الأيام الأخيرة من حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، كما أشرت إلى ذلك في الرواية التي وردت في تفسير قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، حيث إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال
__________________
(١) ويشير إلى ذلك بعض الكتاب المعاصرين ، من قبيل سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد حسين المظفر رحمهالله في كتابه تاريخ الشيعة ـ الذي هو من الكتب الجيدة التي تستحق التحقيق وإعادة النشر بصورة مناسبة ـ وقد اعتمد عليه المرحوم العلامة محمد جواد مغنية ـ أيضا ـ في الإشارة إلى هذا الموضوع ، كما أنّ هناك إشارات أخرى لهذا الموضوع في كتابات بعض كتابنا المتأخرين.