وإذا لاحظنا أنّ شيعة علي عليهالسلام يشتركون مع بقية المسلمين بالاعتقاد بالأصول الإسلامية العامة ، وأنّ الميزة الرئيسية التي يتميزون بها على غيرهم من المسلمين هو في الاعتقاد بإمامة أهل البيت عليهمالسلام ، فإن شيعة عليّ عليهالسلام ـ كما نعرف ـ يشتركون مع بقية أهل الديانات بالاعتقاد بالوحي الإلهي والرسل ، ويشتركون مع بقية المسلمين بعقيدة التوحيد والنبوة والمعاد ، وبإقامة الصلاة وأداء الزكاة والحج والصوم والخمس ، ومختلف العبادات والممارسات التي عرفناها في الإسلام.
نعم ، قد يختلفون عنهم في بعض التفاصيل ، كما قد يختلف الشيعة وبقية المذاهب أنفسهم فيما بينهم ببعض هذه التفاصيل ، ولكن الأمر الرئيسي الذي يميز شيعة أهل البيت عليهمالسلام من الناحية العقائدية والدينية إنّما هو اعتقادهم بإمامة أهل البيت عليهمالسلام باعتبارهم أئمة نصبوا من الله تعالى ، وجعلوا لهذا المنصب والموقع الخاص ، وبذلك تسموا وعرفوا بالشيعة (١).
ومضافا الى هذا النص النبوي الشريف توجد طائفة كبيرة وواسعة من الروايات التي وردت في حق وموضوع شيعة أهل البيت عليهمالسلام ، يمكن أن نستفيد منها هذا المضمون الذي استفدناه من الآيات الكريمة السابقة ، بعد تفسيرها بقول رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وباعتبار أنّ استعراض الروايات يحتاج إلى بحث طويل ، لذا نكتفي بذكر بعض
__________________
(١) لا بدّ أن نثبت ـ في هذا المجال ـ أنّ هذه الميزة للتشيع كانت ثابتة في عصر النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله ، ليتم هذا الاستدلال.
وهذا ما قمنا بإثباته في حديث مستقل حول الشيعة ، وتناوله بعض الباحثين ، ولعل هذا النص في تفسير نزول الآية أحد أهم الأدلة على ذلك ، وسوف نشير في الملاحظات الآتية إلى بعض هذه الأدلة والقرائن.