نعم قد نجد معلم الولاية بصورة واضحة في ما ورد في عموم أهل البيت ـ كما ذكرنا سابقا ـ من الآيات والروايات ، لأنّه يشمل الإمامين الحسن والحسين في هذا الجانب ، ولكن فيما يتعلق بما ورد بعنوانهما الخاص ، قد لا نرى هذا العنوان إلّا بالاستنتاج والاستنباط (١).
وهنا نشير إلى بعض هذه الروايات التي تشير إلى بعض هذه الأبعاد ، وذلك كنماذج للتبرك بها :
١ ـ من الروايات التي وردت في بعد (الاصطفاء) ـ وقد مرت سابقا ، وهو من أبعاد الإمامة ـ ما رواه الخطيب البغدادي ، بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا : لا إله إلّا الله ، محمد رسول الله ، عليّ حب الله ، والحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة خيرة الله ، على باغضهم لعنة الله» (٢).
٢ ـ وفي رواية أخرى ما ورد عن النبي صلىاللهعليهوآله بأنّه هو الذي سمّى حسنا وحسينا ومحسنا باسم ولد هارون ، وهم شبر وشبير ومشبر (٣) ، فإن هذه التسمية لها دلالة على حالة الاصطفاء ، لأن النبي صلىاللهعليهوآله عند ما يسميهما ويربطهما بهذا التاريخ يريد أن يعبر عن خصوصية الاصطفاء من خلال ربطهما بهذا التاريخ الإلهي والرسالي المتمثل بتاريخ بني إسرائيل.
٣ ـ وأيضا الرواية التي وردت في أنّ النبي صلىاللهعليهوآله عوذ الحسن والحسين عليهماالسلام بما عوذ به إبراهيم عليهالسلام ولديه إسماعيل وإسحاق (٤) ، فإن هذا يشير إلى هذا الجانب.
__________________
(١) هذا في حدود اطلاعنا ، والله العالم.
(٢) تاريخ مدينة دمشق ١٤ : ١٧٠.
(٣) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٦٥ ، ذخائر العقبى : ١٢٠ ، الصواعق المحرقة : ١٩٢.
(٤) صحيح البخاري ٤ : ١٧٩ ، سنن الترمذي ٤ : ٣٩٦ / ٢٠٦٠.