والذي كان قد أعلن الجهاد على معاوية ، وهل يكفي في شرعية الخلافة الغلبة بالقوة ، والحيلة والخداع ، وشراء الضمائر والولاءات بالأموال ، كما يذهب إلى ذلك بعضهم ، لتبرير وتفسير الواقع القائم؟!! ، ولذلك حاولوا أن يغيّروا ويفسّروا الكثير من الأمور ، ويعتموا على الكثير من الأمور الأخرى.
وأما الإمام الحسين عليهالسلام ، فإنّه قد نهض في مقابل يزيد أيضا ، وأدى ذلك إلى مقتله الشريف ومقتل أهل بيته وأصحابه في عاشوراء ، وإلى نهب رحله وسبي حرم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فكيف يمكن إضفاء الشرعية على خلافة يزيد إذا كان الإمام الحسين هو الخليفة والإمام وصاحب الحق؟!!.
ولذلك تعرض الإمامين الحسن والحسين عليهماالسلام بصورة خاصة إلى عملية تعتيم وقمع مادي وإعلامي ، تجاه جميع ما ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله بشأنهما وبخصوصيتهما (١).
في هذا الجو والرؤية لا بدّ أن ننظر إلى هذه الروايات والأحاديث :
روايات العنوان المشترك
عند ما نأتي إلى هذا القسم من الروايات التي وردت في خصوص (الحسنين) ، يمكن أن نرى فيها مختلف معالم الإمامة التي أشرنا إليها سابقا ، باستثناء معلم واحد وهو الولاية ، حيث لا يبدو واضحا في هذه الروايات التي وردت في الحسن والحسين عنوان الإمامة والولاية.
__________________
(١) وإذا كان يمكن لبعض هؤلاء أن يؤول الأحاديث التي وردت في الإمام علي عليهالسلام ، باعتبار سكوته عن المقاومة المسلحة للخلفاء وقبوله بالتعايش مع الخلافة أيام زمانه ، الأمر الذي قد يفتح الباب لمثل هذه التأويلات!! ، ولكن ذلك لا يمكن أن يتم بهذه الصورة مع الإمامين الحسن والحسين عليهماالسلام ، مع دخولهما في صراع مسلح مع الحكم الأموي.