٤ ـ وفيما يتعلق ـ أيضا ـ بهذا الموضوع ما ورد في أنّ الحسنين عليهماالسلام خير الناس جدا وجدة وأبا وأما (١) ، فإن هذا يمكن أن يشير ـ أيضا ـ إلى بعد الاصطفاء.
٥ ـ وفي رواية أخرى : ورد بعد آخر يعبر عن جانب الهدف و (الكمال الإنساني) في شخصية الإمامين الحسن والحسين عليهماالسلام ، من خلال رؤيتهما في المحشر.
فقد روى الهيثمي في مجمعه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يبعث الله الأنبياء يوم القيامة على الدواب ، ويبعث صالحا على ناقته كيما يوافي بالمؤمنين من أصحابه المحشر ، ويبعث بابني فاطمة الحسن والحسين عليهماالسلام على ناقتين من نوق الجنة ، وعليّ بن أبي طالب عليهالسلام على ناقتي ، وأنا على البراق ...» (٢).
٦ ـ ورواية أخرى تشير إلى هذا البعد ـ أيضا ـ ما ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «يا عليّ إذا كان يوم القيامة أتيت أنت وولدك على خيل بلق متوجين بالدر والياقوت فيأمر الله بكم إلى الجنة والناس ينظرون» (٣). فإنّ هذه النهاية والصورة المحشرية تعبّر ـ أيضا ـ عن خصوصية الحسن والحسين عليهماالسلام ، كما تشير إليه هذه الرواية.
إذا أخذنا بنظر الاعتبار أنّ الحشر تتبين فيه الحقائق بصورة كاملة ، فالمنظر والصورة والمشهد المحشري الذي يعبّر عنه النبي صلىاللهعليهوآله هنا يجسد الامتيازات
__________________
(١) كنز العمال ١٢ : ١١٨ / ٣٤٢٧٨ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٨٤.
(٢) ولكن هذه الرواية رواها عن الطبراني في معجمه الكبير ورواها ـ أيضا ـ المحب الطبري في ذخائره ، ولكن باختلاف في اللفظ ، وقد روى أبو هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : «تبعث الأنبياء على الدواب ، ويحشر صالح على ناقته ، ويحشر ابنا فاطمة على ناقتي العضباء والقصواء ، وأحشر أنا على البراق خطوها عند أقصى طرفها ...» ، المعجم الكبير ٣ : ٤٣ / ٢٦٢٩ ، ذخائر العقبى : ١٣٥ ، مجمع الزوائد ١٠ : ٦٠٢ / ١٨٣٢٣.
(٣) ذخائر العقبى : ١٣٥.