المسلمين ـ مع الأسف ـ يحاول بشتى الوسائل أن يصحح هذه الخلافة ، ولذا فمن الطبيعي أن يتعرض مثل هذا المضمون ـ لو ورد في ضمن نص معين ـ إلى الحذف أو التحريف بطبيعة الحال.
وهذه مشكلة من المشاكل المعقدة التي يواجهها جمهور المسلمين من الناحية الفكرية والعقائدية والأخلاقية ، تجاه الكثير من النصوص التي وردت عن النبي صلىاللهعليهوآله في مختلف المجالات ، وهي مشكلة أنّهم إن أرادوا أن يسحبوا الشرعية من هذه الخلافة ، فسوف يعني ذلك سحب الشرعية عن الحكم الإسلامي طيلة هذه القرون الطويلة كلها ، لأنّها تتشابه الحالة فيها ، وتصبح الخلافة الإسلامية موضع سؤال وشك ، بل في موضع النفي ولا يوجد بديل آخر من الناحية العقائدية لديهم عن ذلك ، وسوف يؤدي إلى سحب الشرعية عن جميع المؤسسات الأخرى التي كانت مرتبطة بالوجود العام لنظام الخلافة ، لأنّها مرتبطة بهذه الحكومات والتشكيلات السياسية ، بل قد يسري الشك حينئذ إلى شرعية الخلافة الأولى أيضا.
ولذلك فهذه مشكلة من المشكلات التي كانوا يحاولون بشتى الوسائل أن يجدوا الحل لها بالتعتيم على هذه الحقيقة ، وقد وضعت أحاديث وأوّلت وفسّرت أحاديث أخرى ، وأضيف وزيد على أحاديث ثالثة ، من أجل المحافظة على شرعية هذه الخلافة.
ولا سيما إذا أخذنا بنظر الاعتبار أنّ معاوية تمرد ودخل في صراع مع الخلافة الشرعية لعلي عليهالسلام ، وأنّ الإمام الحسن استلم الخلافة من الإمام علي عليهالسلام كحالة شرعية.
إذن ، فكيف يمكن تصحيح شرعية خلافة معاوية مع شرعية الإمام الحسن عليهالسلام