وفي بعد (الطاعة والولاية) وارتباط الصدّيقة فاطمة عليهاالسلام بهذا البعد ، نلاحظ ما ورد من قوله صلىاللهعليهوآله : «يا فاطمة إنّ الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك» ، إذن ، فطاعتها تكون طاعة لله تعالى ، وأيضا عصيانها وإغضابها يكون إغضابا لله تعالى ، وقد احتجت الصدّيقة بذلك على الشيخين (١).
وما ورد من بعد (الولاء والمودّة) ، ووجوب حبها وودها ، ومن ذلك ما ذكرناه سابقا : «إنّ الله عزوجل فطم ابنتي فاطمة وولدها ومن أحبهم من النار». إذن ، فقضية حبّها يكون سببا لنجاة الإنسان من النار ، فهو واجب لا مناص عنه.
نسأله تعالى أن يجعلنا ممن أحب فاطمة عليهاالسلام وأحب أباها صلىاللهعليهوآله وزوجها والأئمة الطاهرين عليهمالسلام من أبنائها ، وأن نكون إن شاء الله من السائرين على منوالها.
الروايات في الحسنين عليهماالسلام
القسم الثالث من الروايات هي : الروايات التي وردت في الحسنين ـ الإمام الحسن والحسين عليهماالسلام ـ وهي ـ أيضا ـ على وجهين :
الأول : الروايات التي وردت في الحسنين بعنوانهما المشترك.
والثاني : ما تناول كلا من الحسن والحسين بصورة مستقلة وبخصوصياته ومواصفاته.
ملاحظات عامة
قبل الإشارة إلى هذه الروايات وعناوينها لا بدّ من الإشارة إلى عدة ملاحظات حول هذه الروايات (٢) :
__________________
(١) صحيح مسلم ٣ : ١٣٨٠ / ١٧٥٩ ، سنن الترمذي ٤ : ١٥٧ ـ ١٥٨ / ١٦٠٩ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٥٣ ، كنز العمال ١٢ : ١١١ / ٣٤٢٣٨ ، ذخائر العقبى : ٣٩.
(٢) قلنا سابقا : إنّنا نتحدث الآن عن الروايات التي وردت بطريق الجمهور ، أما التي وردت