وهناك بعض الروايات التي تدل على علم فاطمة عليهاالسلام ، وزهدها وصبرها وتحملها ، وغير ذلك من الأخلاق العالية التي كانت تتصف بها عليهاالسلام والتي تكتسب ـ عادة ـ لدى عموم الناس ، وقد يكون بعضها غير مكتسب لديها.
فلا شك أنّ بعض الدرجات الموجودة في هذه الأخلاق هي مكتسبة من خلال ممارسة فاطمة الزهراء عليهاالسلام وسلوكها ، ولكن بعضها الآخر هو منحة إلهية أيضا. وعلى أي حال ، فهذا النوع من الأخلاق الذي عبّرنا عنه ب (الامتياز) لموجود في فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
وفي بعد (الامتداد) توجد ـ أيضا ـ مجموعة من الأحاديث التي تشير إلى ذلك ، من قبيل ما ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وأنا عصبتهم».
وفي رواية أخرى ما لفظه : «إنّ لكل بني أب عصبة ينتمون إليها إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم ، وهم خلقوا من طينتي ، ويل للمكذبين بفضلهم ، من أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله» (١). فكان يفترض بأنّ فاطمة عليهاالسلام وولدها يمثلون امتدادا له وبقاء واستمرارا له.
وكذلك ما ورد بشكل متواتر في قوله صلىاللهعليهوآله : «فاطمة بضعة مني ، من آذاها فقد آذاني ، ومن أغضبها فقد أغضبني» ، أو قوله صلىاللهعليهوآله : «ومن سرّها فقد سرني» (٢).
وقوله صلىاللهعليهوآله فيها : «بضعة مني» ، يكاد أن يكون متواترا بنصّه في كتبهم ، مع قطع النظر عن بعض الخصوصيات التي اقترنت بهذا التعبير.
__________________
(١) راجع المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٦٤ ، كنز العمال ١٢ : ٩٨ / ٣٤١٦٨ ، و ١١٤ / ٣٤٢٥٣ ، و ١١٦ / ٣٤٢٦٦ ، و ٣٤٢٦٧ ، تاريخ بغداد ١١ : ٢٨٥.
(٢) صحيح البخاري ٥ : ٣٦ ، باختلاف يسير.