الملاحظة الأولى : أنّ الحسن والحسين عليهماالسلام يمثلان مصداقا من أوضح المصاديق التي ينطبق عليها عنوان أهل البيت بعد أمهما فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، ولذلك فلا بد أن ننظر إلى هذه الروايات كروايات مكمّلة وموضّحة للآيات والروايات الشريفة التي وردت بشأن أهل البيت عليهمالسلام ، لأنّ ما ورد بشأنهم بصورة عامة من آيات وروايات شريفة تحدثت عنهم عليهمالسلام بصورة عامة تناولناها بالحديث سابقا ، تنطبق على الحسن والحسين عليهماالسلام ـ أيضا ـ باعتبارهما من المصاديق الواضحة لعنوان أهل البيت عليهمالسلام.
الملاحظة الثانية : أنّ الحسن والحسين عليهماالسلام كانا في زمن رسول الله صلىاللهعليهوآله في سن الطفولة ، أي لم يكونا قد بلغا سنّ الرشد بالمعنى العرفي له ، بنظر الناس في الحياة البشرية الاعتيادية ، فالحديث عنهما من قبل رسول الله صلىاللهعليهوآله ورد بشأنهما وهما يعيشان هذا السن.
نعم ، إنّ الإمام الحسن والحسين عليهماالسلام قد بلغا الرشد الكامل بالمعنى الحقيقي والمعنوي للرشد بحسب الواقع في معرفتنا لهما باعتبارهما إمامين معصومين ، كما تشير إلى ذلك الآيات والروايات التي وردت في أهل البيت عموما ، ولكن حديث النبي صلىاللهعليهوآله عنهما أمام الناس كان حديثا عن طفلين بنظر هؤلاء الناس ، وبذلك عند ما يتحدث النبي صلىاللهعليهوآله عنهما بحديث له مضمون عال ، فإن ذلك له مداليل تختلف عن مدلول ما إذا تحدث النبي صلىاللهعليهوآله عن إنسان يراه الناس كاملا في كل خصوصياته وشئونه الإنسانية من قوة بدنية ، ومن عمر متقدم ، ومن ممارسة اجتماعية
__________________
بطريق جماعة أهل البيت فسوف نتناولها بعد ذلك في حديث آخر.
كما أنّ حديثنا عن الروايات الخاصة التي وردت في الحسنين عليهماالسلام فقط.