فبطبيعة الحال تكون فاطمة عليهاالسلام أول من يدخل الجنة.
هذا في موضوع التكامل الإنساني.
وأما في موضوع بعد (الامتياز والفضل) ، فإننا نجد ـ أيضا ـ الكثير من النصوص التي وردت في ذلك ، ولا سيما النصوص التي وردت في أنّها امتازت على النساء ، فإنّها كثيرة ومتواترة لدى أهل السنة ، فضلا عما ورد في أحاديثنا ، وأنّها هي أفضل النساء ، فهي سيدة نساء عالمها ، وأنّ عالمها أفضل العوالم.
كما وردت أحاديث كثيرة في ما يتعلق بأنّها لها فضل حتى على خير النساء ، ونصوص أخرى وردت في تشبيه فاطمة عليهاالسلام برسول الله صلىاللهعليهوآله في خلقه وخلقه وهديه ، وهذا التشبيه برسول الله صلىاللهعليهوآله في هذا الأبعاد يعطيها درجة عالية جدا من الامتياز ، وهنا لا بدّ أن ننتبه أنّ هذا التشبيه لو كان قد ورد على لسان إمام من أئمتنا أو ولد من أولاد فاطمة فقد يحمل لدى الآخرين على المبالغة في تعظيم فاطمة عليهاالسلام أو على محامل أخرى خاصة ، أما عند ما يرد مثل هذا التشبيه على لسان عائشة ، وكانت عائشة ـ كما ورد في الحديث المرويّ في كتبهم وصحاحهم عنها ـ تكنّ شيئا من الغيرة لفاطمة ، باعتبار ما كانت تشعر به من حب رسول الله صلىاللهعليهوآله لها عليهاالسلام ، وأنّ علاقة رسول الله صلىاللهعليهوآله بها كانت وطيدة جدا كما ذكرنا.
فعند ما يأتي هذا الوصف وتشبيه فاطمة برسول الله صلىاللهعليهوآله على لسان عائشة يكون لهذا الوصف عندئذ مدلول خاص في إعطاء هذا الامتياز لفاطمة عليهاالسلام ، فهي تقول : (ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول الله صلىاللهعليهوآله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ قالت ـ : وكانت إذا دخلت على النبي صلىاللهعليهوآله قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه وكان النبي صلىاللهعليهوآله إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها).