«تبعث الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا بالمؤمنين ـ يعني أنّ الله تعالى يأتي بالمؤمنين إلى الجنة بهذا الطريقة وبهذا الشكل ، وكل نبي يبعث على دابة من الدواب حتى يأتي بمن آمن به ، ممن اختارهم الله تعالى للجنة ـ من قومهم على المحشر ، ويبعث صالح على ناقته ، وأبعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها ، وتبعث فاطمة أمامي» (١) ، وأنّ فاطمة عند ذلك تبعث أمام رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وهناك رواية أخرى يقول فيها رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء حجاب : يا أهل الجمع غضّوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله حتى تمر».
وفي رواية أخرى : «إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : يا أهل الجمع نكّسوا رءوسكم وغضوا أبصاركم حتى تمرّ فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله على الصراط ، فتمرّ مع سبعين ألف جارية من الحور العين كمرّ البرق» (٢). وفي هذا الحديث مدلول أوسع من النص السابق ، إذ ليس المطلوب فيه غض البصر فحسب ، بل لا بدّ للناس من التعبير عن الاحترام أو الخضوع أو التقديس وهو ما نفهمه من «نكسوا رءوسكم».
وذكر الذهبي في ميزان الاعتدال حديثا واعترف بصحته ، عن أبي هريرة ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أول شخص يدخل الجنة فاطمة» (٣). ولعله انتزعه من ذاك الحديث ـ وقد مرّ ـ الذي يقول فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله : «... وأبعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها ، وتبعث فاطمة أمامي» ، فإذا كان يدخل الجنة وفاطمة أمامه ،
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٥٢ ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
(٢) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٥٣ ، وقال الحاكم عن الرواية السابقة : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، كنز العمال ١٢ : ١٠٥ ـ ١٠٦ / ٣٤٢٠٩ ، ذخائر العقبى : ٤٨ ، الصواعق المحرقة : ١٨٩ ، و ٢٨٩ ، تاريخ بغداد ٨ : ١٤١.
(٣) كنز العمال ١٢ : ١١٠ / ٣٤٢٣٤.