ومن ذلك ـ أيضا ـ ما ورد في تفسير اسم فاطمة ـ كما جاء في عدة طرق ـ من قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنّ الله عزوجل فطم ابنتي فاطمة وولدها ومن أحبهم من النار ، فلذلك سميت فاطمة» (١).
ومن ذلك ـ أيضا ـ ما ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قوله : «ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا : لا إله إلّا الله محمد رسول الله علي حب الله ـ أي محبوب الله ـ والحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة خيرة الله ، على باغضهم لعنة الله» (٢). وهذا الحديث صحيح ـ حسب الظاهر ـ طبق موازين الجمهور وأهل السنة. هذا في موضوع بعد الاصطفاء.
إذن ، ففاطمة كانت مصطفاة كما تدل على ذلك الأحاديث.
وفي موضوع بعد (المثال الإنساني الكامل) ، الذي عبرنا عنه ببعد الهدف من وجود الإنسان ، وأنّه وجود هؤلاء المصطفين ، وأنّ الإمامة تمثل المثال الكامل لهؤلاء المصطفين ، فقد ورد بشأن الصديقة فاطمة عليهاالسلام : (أنّ فاطمة حرّمها الله وذرّيتها على النار) ، وكذلك ما ورد في أنّ مصير فاطمة إلى الجنة ، و (فاطمة أول من يدخل الجنة) ، وما ورد في مرور فاطمة على الصراط ، وغيرها من الروايات.
ومن ذلك هذه الرواية التي تدل على هذا المضمون ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
__________________
منها ما تلي النساء ممن تلد ، فلم يفعلن وقلن : لا نأتيك وقد صرت زوجة محمد ، فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف ، فقالت لها إحداهن : أنا أمك حواء ، وقالت الأخرى : أنا آسية بنت مزاحم ، وقالت الأخرى : أنا كلثم أخت موسى ، وقالت الأخرى : أنا مريم بنت عمران أم عيسى ، جئنا لنلي من أمرك ما تلي النساء ، قالت : فولدت فاطمة سلام الله عليها ، فوقعت حين وقعت على الأرض ساجدة رافعة إصبعها» ، ذخائر العقبى : ٤٤ ـ ٤٥.
(١) ذخائر العقبى : ٢٦ ، تاريخ بغداد ١٢ : ٣٣١.
(٢) تاريخ بغداد ١ : ٢٥٩.