(خيرة الله تعالى) ، أي أنّ الله تعالى اختارها ، فقضية الاختيار والاصطفاء مذكورة بعنوانها.
في هذا الصدد نقرأ بعض الروايات :
رواية رواها المستدرك على الصحيحين ، عن سعد بن مالك ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أتاني جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ بسفرجلة من الجنة فأكلتها ليلة أسري بي فعلقت خديجة بفاطمة فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رقبة فاطمة» (١) ، وهذه رواية تعبر عن قضية الاصطفاء أيضا ، أي أنّ الله تعالى كان قد اصطفى فاطمة بهذه الطريقة.
وفي رواية أخرى رواها الخطيب البغدادي في تاريخه ، عن عائشة ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «... ففاطمة من تلك النطفة وهي حوراء إنسية ...» (٢).
ورواية أخرى رواها صاحب ذخائر العقبى ، في قصة ولادتها من الحمل الخفيف لها ، والحديث في بطن أمها ، وما ولي من ولادتها من النساء وهن خيرة النساء المصطفين ، كما ورد ذلك في روايات متواترة لدى علماء الجمهور ـ وقد أشار القرآن الكريم إلى اصطفاء بعض هذه النسوة على أقل تقدير ، كما مرّ في الآيات الشريفة ـ حيث ولي ولادتها حواء ، وكلثم أخت موسى عليهالسلام ، وآسية بنت مزاحم زوجة فرعون ، ومريم بنت عمران ، وهؤلاء النساء الأربعة هنّ اللواتي ولين ولادة فاطمة عليهاالسلام (٣).
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٥٦.
(٢) تاريخ بغداد ٥ : ٨٧.
(٣) روي أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال : «أتاني جبريل بتفاحة من الجنة فأكلتها وواقعت خديجة فحملت بفاطمة ، فقالت : إني حملت حملا خفيفا فإذا خرجت ـ أي عند ما يخرج النبي صلىاللهعليهوآله وتبقى وحدها ـ حدثني الذي في بطني ، فلما أرادت أن تضع بعثت إلى نساء قريش ليأتينها فيلين