هذه الأمور وغيرها مما اختصت به الصدّيقة ، أدى إلى هذا القمع التاريخي والتعتيم العام.
ولا بدّ أن نفهم ما وصل إلينا بشأنها في هذا الإطار الخاص.
وفي هذا المجال يمكن أن نفهم المحاولات التاريخية والسياسية التي بذلت لإبراز شخصيات نسائية أخرى وطرحها كشخصيات مقارنة أو منافسة للصدّيقة عليهاالسلام (١) ، وكذلك محاولات إبراز الصدّيقة على أنّها إنسانة تقع تحت تأثير المشاعر الإنسانية العادية من الغضب أو الانفعالات أو حب الدنيا أو غير ذلك مما نشاهده أحيانا في كتب الحديث العامة.
هذه الملاحظات نضعها أمامنا عند ما نتحدث عن هذه الروايات ، وسوف أكتفي بالإشارة إلى عناوينها فقط ، كما صنعت ذلك في الروايات التي وردت في الإمام علي عليهالسلام وهي كثيرة كما ذكرنا ، ونجد فيها الأبعاد التي ذكرناها في الإمامة.
ففي بعد (الاصطفاء) الذي هو من الأبعاد المهمة في قضية الإمامة ، نجد هناك مجموعة من العناوين تحدثت عنها الروايات التي أشير إليها (٢) :
منها : عنوان أنّها (حوراء إنسية) ، وعنوان أنّها (طاهرة مطهرة) ، وأنّها (حوراء آدمية) ، وأنّ الله تعالى فطمها وذريتها ومحبيها من النار ، وأنّها (صدّيقة) ، وأنّها هي
__________________
(١) كما في بعض النصوص التي تتحدث عن مساواتها لبقية النساء ، أو تحذف اسمها من قائمة النساء الفضليات ، أو توحي بأفضلية عائشة على جميع النساء ، مع أنّ عائشة ارتكبت مخالفات خطيرة بإجماع المسلمين ، أدت إلى شن الحروب وإراقة الدماء ، وتشتت شمل المسلمين في زمن الخليفة عثمان ، والإمام علي عليهالسلام.
(٢) وردت هذه الروايات عن طريق الجمهور وهي موضوع حديثنا ، والكثير من هذه الروايات بالنسبة إلى أي عنوان من هذه العناوين أو مجموعة العناوين المتقاربة التي تعبر عن أحد الأبعاد ، توجد روايات صحيحة على طبق شروطهم في صحة الحديث.