لأن أقرب مصداق لعنوان أهل البيت وصاحب البيت هم الأولاد ، وفاطمة الزهراء عليهاالسلام كانت هي ذرّيته المباشرة الوحيدة الباقية لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، وحتى لو افترضنا ـ كما تذكر روايات الجمهور ـ أنّ لرسول الله صلىاللهعليهوآله بنات أخريات ، فأولئك البنات كن قد توفين في زمن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فكلما ورد في أهل البيت عليهمالسلام من حديث في فضل أو بعد أو امتياز في مواصفات الكمال والأبعاد التي أشرنا إليها في حديثنا عن أهل البيت عليهمالسلام وفي الروايات التي وردت عنهم تنطبق على فاطمة الزهراء عليهاالسلام بصورة أوضح من انطباقها على الآخرين (١).
فاطمة عليهاالسلام والقمع التاريخي
الملاحظة الخامسة : أنّ الصديقة فاطمة الزهراء عليهاالسلام قد تعرضت ـ كما تعرض بقية أهل البيت عليهمالسلام ـ إلى عمليات قمع تاريخي ، وتعتيم للحقائق التي وردت بشأنها عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولكنّها زادت على ذلك بسبب موقفها الخاص بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله الذي تجسد في رفضها لقبول خلافة أبي بكر والبيعة له واستمرارها عليه حتى وفاتها ، وفي دفاعها عن الإمام علي عليهالسلام عند ما حاولوا أن يفرضوا عليه البيعة لأبي بكر بالقوة وتهديده بالقتل ، وفي مطالبتها بحقوقها المشروعة وإعلانها عن وقوع حكم الخلافة ببعض الانحرافات الواضحة بهذا الشأن ، ومنها قضية فدك ، كل
__________________
(١) لا أقصد أنّ فاطمة الزهراء عليهاالسلام أفضل من الآخرين ، أي أفضل من الإمام علي عليهالسلام ، وإنّما أقصد أن انطباق عنوان أهل البيت على فاطمة الزهراء عليهاالسلام هو أوضح من انطباقه على أي واحد من الآخرين ، لأن انطباقها على الحسن والحسين عليهماالسلام إنّما هو باعتبار أنّهما أولاد فاطمة عليهاالسلام وانطباقه على علي عليهالسلام باعتباره أنّه زوج فاطمة عليهاالسلام وابن عم رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي أنزله منزلة نفسه ، وأوضح مصداق كان هو مصداق فاطمة الزهراء عليهاالسلام.