يتم التكاثر والتناسل بطريقة أخرى غير الزواج أو غير علاقات الرجل والمرأة ، فهناك مثلا نظرية علمية مطروحة الآن وقد طبقت إلى حدّ ما على بعض الحيوانات (١) ، وهو أن يتم التكاثر والتناسل لا عن طريق التزاوج ، وإنّما تؤخذ عيّنة وخلية من الإنسان وتكثّر هذه الخلية ، فيتحول هذا الموجود إلى أكثر من فرد واحد ، وكما هو الحال في حالة الخلايا وتكاثرها في داخل جسم الإنسان ، أو تكاثر (البكتريا) ، فإن هذا التكاثر لا يتم عن طريق وجود زوجين (ذكر وأنثى) ، بالمعنى المعروف في (الحيوانات) ، وإنّما يكون عن طريق الانقسام الداخلي في هذه الخلية والتوالد والتكاثر التدريجي في الخلايا ، أو يكون التكاثر كما هو في (النباتات).
ولكن شاء الله تعالى في هذا الإنسان ـ الذي خلقه في أحسن تقويم ـ أن يكون إنسانا موجودا له بعد اجتماعي ، وهذا البعد الاجتماعي لا بد أن يتم فيه التكاثر والتناسل بهذه الطريقة ، طريقة الرجل والمرأة وبطريقة منظمة ومضبوطة.
وهنا يقال ـ أيضا ـ : إنّه أريد لهذا المجتمع في الأبعاد الأخرى له ، ومن أجل أن يتكامل ، أن يكون لكل من هذين الزوجين دور في التكامل الإنساني والاجتماعي ، فيكون للمرأة دور وللرجل دور ، ويتحقق التكامل لهما على جميع المستويات ، ومنها مستوى الاصطفاء والاجتباء.
ولعل هذا البعد هو ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ* وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ
__________________
(١) وهي ما تسمى بنظرية وتجربة (الاستنساخ) المعروفة.