الحياة بعد رسول الله بمدة قصيرة ، فلم تكن هناك فرصة لهذه التسمية ، لوجود الإمام علي عليهالسلام ، باعتبار أنّه لا يجتمع في وقت واحد إمامان إلّا وأحدهما صامت ، كما كان هذا الأمر بالنسبة إلى الإمام الحسين عليهالسلام ، حيث إنّه لم يسمّ بالإمامة مع وجود أخيه الإمام الحسن عليهالسلام ، وهناك نصوص تشير إلى هذا الأمر والحقيقة (١).
وقد يفتح هذا الأمر أمامنا البحث عن وجود أشخاص كانوا من حيث المستوى النفسي والروحي والأخلاقي بمستوى أن يكونوا أئمة ، ولكن كان هناك مانع من إمامتهم وهو وجود من هو أفضل منهم في هذا المستوى ، ومن ثم فهناك مانع يمنع عن هذه التسمية ، إذ أنّه لا يجتمع إمامان في وقت واحد إلّا وأحدهما صامت ، مما يعني عدم إطلاق عنوان الإمام عليه اجتماعيا ، وهذا على كل حال بحث من الأبحاث الذي ينبغي أن يتابع في موقعه.
والبعد الثالث في هذا البحث هو أنّ المراد من منح الصدّيقة فاطمة عليهالسلام ـ كما هو أمر محتمل ـ هذا الموقع الخاص من أبعاد الإمامة والاصطفاء من الله تعالى لها ، هو الإشارة إلى بعد في النظرية الإسلامية وهو بعد أنّ موقع المرأة في النظرية الإسلامية هو موقع مكمّل لموقع الرجل في مختلف المستويات وشئون الحياة ، فهي كما أنّها موقع مكمّل لشئون الرجل في التوالد والتناسل والتكاثر في الحياة الإنسانية والبشرية ، حيث إنّ التكاثر والتناسل أريد له في الرؤية الإسلامية بحسب التقدير الإلهي أن يكون من خلال المرأة والرجل لتكوين الأسرة ، حيث تتكون حركة التكاثر والتناسل في حياة الإنسان من خلالهما ، مع أنّه كان يمكن أن
__________________
(١) روى الحسين بن أبي العلاء قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : تكون الأرض ليس فيها إمام؟ قال : «لا» ، قلت : يكون إمامان؟ قال : «لا إلّا وأحدهما صامت» ، الكافي ١ : ١٧٨ / ١.