الأبعاد (أبعاد الإمامة) ، مع أنّنا نعرف بأنّ فاطمة عليهاالسلام لم تسم ب (الإمام) ، فالنبي صلىاللهعليهوآله وعلي والحسن والحسين وبقية أئمة أهل البيت عليهمالسلام سمّوا بالإمامة ، ولكن فاطمة عليهاالسلام لم تسمّ بهذا الاسم ولم تعنون بهذا العنوان ، لا في هذه الروايات ولا في غيرها.
إذن ، فعنوان الإمامة لا ينطبق عليها كعنوان له بعد اجتماعي ، ولكن مع ذلك نجد أبعاد الإمامة في شخصيتها عليهاالسلام.
وهذا يفتح أمامنا بحثا واسعا ، لا مجال له هنا ، ويمكن أن نشير إليه في مجالات أخرى ، وهو : ما السبب في عدم تسمية السيدة فاطمة عليهاالسلام بالإمامة من ناحية ، وما هو السرّ في أن تكون عليهاالسلام متصفة بهذه الأبعاد من ناحية أخرى؟ ويكون فيها هذا المستوى العالي من تكامل الشخصية؟ فما هو السرّ الإلهي في وضع امرأة بهذه الأبعاد والخصوصيات؟
أحد الأبعاد في هذا الموضوع هو بحث ذو طابع قانوني واجتماعي ، وهو قضية أنّ منصب الإمامة اجتماعيا خاص بالرجل ، فلعله لذلك لم تسمّ فاطمة عليهاالسلام بالإمام باعتبار هذا الجانب الاجتماعي ، ويكون هذا نظير منصب القيمومة التي أعطيت للرجل في الأسرة ، فالقضية هي ليست قضية هوية المرأة والتكامل فيها ، أو قضية الموقع والمستوى في التكامل الشخصي ، وإنّما القضية هي قضية التنظيم الاجتماعي ، وأنّ النظام الاجتماعي الإسلامي يفرض أن يكون هذا الموقع للرجل ، لسرّ من الأسرار يبحث في مجاله.
وبعد آخر يشكل احتمالا آخر من تفسير ذلك هو أنّ فاطمة عليهاالسلام لم تسمّ بالإمامة لأنّه كان هناك ما يمنع هذه التسمية بسبب وجود رسول الله صلىاللهعليهوآله ووجود الإمام علي عليهالسلام ، حيث إنّها عليهاالسلام كانت حياتها في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقد فارقت