وحتى عائشة التي كانت تتميز في علاقاتها برسول الله صلىاللهعليهوآله بنظر روايات جمهور المسلمين التي روت عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أكثرها عائشة نفسها (١).
ولكن مع ذلك ، فإنّ هذه الروايات التي تتحدث عن علاقة عائشة المتميزة مع رسول الله صلىاللهعليهوآله هي أيضا لم يصل فيها هذا الامتياز إلى درجة الامتياز الذي تتحدث عنه الروايات التي وردت في كتب جمهور المسلمين بشأن فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
بل إنّ الروايات التي وردت على لسان عائشة نفسها في كتب جمهور المسلمين تتحدث عن فاطمة عليهاالسلام بحديث يميزها على كل النساء.
فقد ورد عن عائشة : أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال ـ وهو في مرضه الذي توفي فيه ـ : «يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ، وسيدة نساء هذه الأمة ، وسيدة نساء المؤمنين؟» (٢).
الخلاصة : أنّ ما ورد في فاطمة عليهاالسلام في كتب جمهور المسلمين من الكثرة والامتياز لا نظير له بالنسبة إلى أي امرأة أخرى كانت تحيط برسول الله صلىاللهعليهوآله ، فضلا عن نساء المسلمين بصورة عامة.
الوله المتبادل
الملاحظة الثانية : أنّ علاقة الحب والمودة بين رسول الله صلىاللهعليهوآله وبين فاطمة التي
__________________
(١) ذلك لأن عائشة أكثرت الرواية عن رسول الله صلىاللهعليهوآله بحد يمكن أن نقول فيه : أنّ ما روته عائشة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يرد عن أي امرأة أخرى حتى فاطمة الزهراء عليهاالسلام نفسها ، وذلك حسب ما في روايات جمهور المسلمين.
(٢) صحيح البخاري ٤ : ٢٤٨ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٥٦ ، وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد.