وهنا يلاحظ أنّ عنوان (قائد الغر المحجلين) ليس مجرد مدح وثناء ، بل له مدلول خاص ، لأن رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ كما قرأنا في رواية سابقة رواها جمهور المسلمين في صحاحهم ـ ذكر بأنّ الصالحين من أصحابه صلىاللهعليهوآله يردون عليه الحوض بهذه العلامة والصفة ، فعلي عليهالسلام هو قائد هؤلاء الأصحاب الذين يردون الحوض على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وذلك في مقابل الأصحاب الذين يصدون عن الحوض ، فعنوان (الغر المحجلين) عنوان طرحه رسول الله صلىاللهعليهوآله للنخبة من أصحابه ، وعلي عليهالسلام قائد الغر المحجلين.
وفي هذا المجال يمكننا الرجوع إلى الأحاديث في فضائل ومناقب علي عليهالسلام ، حيث يجد الباحث أمامه مئات الروايات التي تدل على أن عليا عليهالسلام امتاز بفضائل ومناقب لا يباريه فيها أحد من الناس.
ولاية الأمر : وهو بعد آخر في الإمامة ، وتوجد روايات عديدة وكثيرة في هذا المضمون :
منها : أنّ عليا هو وصي رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وقد يحاول بعض الناس أن يحدد عنوان الوصية ويفسرها بالأمور الشخصية التي عرفها الشرع الإسلامي ، وحث عليها المسلمين عند الوفاة ، ولكن هذا التفسير ظلم وإجحاف في حق علي عليهالسلام ، إذ لا بدّ في فهم هذه الأحاديث من ملاحظة ما اقترنت به من القرائن الكثيرة التي تعني بأنّ الوصية لها معنى أوسع وأبعد وهو الولاية ، مضافا إلى ما ورد في روايات أهل البيت عليهمالسلام مما يدل أنّ هذه الوصية جعلت لديهم كأحد الأدلة الواضحة في تشخيص الإمام من بين إخوته أو من بين الأشخاص الذين يشتبه بهم الحال ، حيث يكون