يرد في حق أي أحد من المسلمين على الإطلاق حتى الرعيل الأول من المسلمين الذين يحضون بتقديس واحترام جمهور المسلمين ، إذ يحتاج ذلك إلى تفسير واقعي ، لا سيما وأنّ الجمهور ـ بصورة عامة ـ لا يرون الإمام علي عليهالسلام أفضل من الخلفاء السابقين.
محاولات التعتيم على الإمام علي عليهالسلام
الملاحظة الثالثة : أنّ احتمال الوضع في بعض هذه الروايات ـ وإن كان موجودا ـ إلّا أنّ الكثير منها ـ كما ذكرت ـ هي روايات صحيحة السند ، وتنطبق عليها الضوابط العلمية التي وضعها رجال الحديث عند العامة ، فضلا عن الضوابط العلمية الموضوعة في علم الأصول لدى شيعة أهل البيت عليهمالسلام.
كما إنّنا إذا أردنا أن نقيّم هذه الروايات من زاوية احتمال الوضع في بعضها نجد أنّ احتمال الوضع في هذه الروايات هو احتمال ضعيف جدا ، بل يمكن أن يحصل للإنسان ـ عند ما يراجعها بصورة حيادية وبقطع النظر عن تمذهبه بمذهب خاص واعتمادا على مقدار ما هو مدون في كتب العامة ـ اليقين بصدور عدد كبير من هذه الروايات ، أولا : لتواترها ، وثانيا : أنّه يكاد يلغى احتمال الوضع في الباقي منها ، وذلك باعتبار أنّ الإمام علي عليهالسلام كما نعرف قد مرّ في طول تاريخه ـ أيام حياته وبعد شهادته ـ بعملية قمع واسعة على مستوى التشهير به والحصار والتعتيم والإخفاء لفضائله ومناقبه ولشخصيته ، سواء ذلك في زمن رسول الله صلىاللهعليهوآله لعوامل الحسد والأحقاد (البدرية) والجاهلية ، أو المنافسات السياسية ، أو في زمن الخلفاء الذين أرادوا أن يطرحوا مرجعية الصحابة في مقابل مرجعية الإمام علي عليهالسلام وإبعاد شخصيته عن الحياة السياسية والفكرية للمسلمين ، فكانت هناك محاولة تعتيم واسعة في زمن الصحابة عليه.