الإشارة إلى عناوينها أذكر عدة ملاحظات حول هذه الروايات :
الملاحظة الأولى : أنّ الروايات التي وردت في علي عليهالسلام هي من الكثرة والتعدد في الأبعاد والخصائص ، بحيث لا نجد نظيرا لها في أي واحد من أهل البيت عليهمالسلام ، كما يبدو ذلك واضحا من استعراض هذه الروايات ، ولعل السرّ في ذلك يمكن أن يكون في علو شخصية الإمام علي عليهالسلام ، كما ورد ذلك في بعض الروايات من أنّه هو أفضل أهل البيت بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله.
كما يمكن أن يكون السرّ في ذلك هو أنّ الإمام علي عليهالسلام يمثل الرمز لأهل البيت عليهمالسلام في زمن النبي صلىاللهعليهوآله ، لأنّه الشخصية التي أراد الله عزوجل والنبي صلىاللهعليهوآله طرحها للمسلمين وللجماعة المسلمة وللبشرية كإمام وامتداد للنبوة في أهل البيت عليهمالسلام ، وبذلك يكون رمزا لأهل البيت ، ومن ثمّ فلا بد أن يتم تأكيد هذه الحقيقة لتأخذ هذا الموقع الخاص ، موقع الرمزية والتأسيس لهذه القضية في جماعة المسلمين ، ومن ثمّ في الرسالة الخاتمة وبالنسبة للبشرية بصورة عامة.
الملاحظة الثانية : أنّ ما ذكر من الروايات عن علي عليهالسلام في كتب الجمهور وكتب العامة ـ مع قطع النظر عن الروايات التي وردت في كتب جماعة أهل البيت عليهمالسلام ـ لم يرد مثلها في أي واحد من المسلمين على الإطلاق ، حتى الخلفاء الأوائل الذين وردت في شأن الثناء عليهم روايات في كثير من كتب الجمهور.
وهذه الملاحظة لا بد أن نأخذها بنظر الاعتبار في فهم الأبعاد الحقيقية لها ، لأننا نلاحظ وجود مجموعة كبيرة جدا من الروايات في كتب الجمهور أنفسهم ، وردت بعضها في صحاحهم ، كما وردت في مختلف أنواع كتبهم ، سواء كتب الحديث أو كتب التاريخ أو كتب العقائد التي تناولت علم الكلام أو كتب التفسير التي تناولت تفسير القرآن الكريم ، فإننا نجد أنّ ما ورد في علي عليهالسلام في مجموع هذه الكتب لم