المثال الثالث عشر : (... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ...) (١) ، حيث اتفق المفسرون من علماء الجمهور وعلماء أهل البيت أنّها نزلت في الإمام علي عليهالسلام ، ذكر ذلك السيوطي في ذيل تفسير هذه الآية ، عن ابن مردويه ، وابن عساكر كلاهما عن أبي سعيد الخدري قال : لما نصب رسول صلىاللهعليهوآله عليا يوم غدير خم فنادى له بالولاية ، هبط جبريل عليهالسلام عليه بهذه الآية (... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ...). وكذلك ذكره الخطيب وابن مردويه وابن عساكر عن أبي هريرة (٢).
وهاتان الآيتان تؤكدان بعد الولاية بصورة أوضح.
المثال الرابع عشر : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ...) (٣) ، وقد ورد أنّه لم يعمل بهذا الأمر الإلهي أحد إلّا علي بن أبي طالب عليهالسلام ، لأنّه قد نسخ هذا الأمر بعد ذلك (٤) ، حيث اتفق علماء التفسير من الفريقين على أنّها نزلت في علي عليهالسلام.
فقد رواه الطبري في تفسيره ، عن مجاهد ، وذكره الواحدي في أسباب النزول ،
__________________
يمنعني والله إنّه مولاي ومولى كل مؤمن!!!.
راجع كتاب شواهد التنزيل لمن خص بالتفضيل : ٨ ـ ٥٩ ، فإنه ذكر أكثر من ثلاثين طريقا في تفسير هذه الآية ، وأنها نزلت تأكيدا لولاية أمير المؤمنين علي عليهالسلام.
(١) المائدة : ٣.
(٢) راجع مجمع البيان ٢ : ١٥٩ ، في تفسير هذه الآية ، فضائل الخمسة ١ : ٤٣٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٢ : ٨٥ ـ ٨٦ / ٥٨٥.
(٣) المجادلة : ١٢.
(٤) فقد ذكر العلامة الطباطبائي قدسسره في تفسير قوله تعالى : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ...) ، المجادلة : ١٣ ، قال : الآية ناسخة لحكم الصدقة المذكور في الآية السابقة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ...) ، وفيه عتاب شديد لصحابة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والمؤمنين ، حيث إنّهم تركوا مناجاته صلىاللهعليهوآلهوسلم خوفا من بذل المال بالصدقة ، فلم يناجيه أحد منهم إلا عليّ عليهالسلام فإنّه ناجاه عشر نجوات كلما ناجاه قدم بين يدي نجواه صدقة ، ثم نزلت الآية ونسخت الحكم ، الميزان ١٩ : ١٨٩ ، وراجع تفسير مجمع البيان ٥ : ٢٥٣.