المثال الثاني عشر : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ...) (١) ، حيث ورد تفسيرها في علي عليهالسلام. ذكر الواحدي عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ...) يوم غدير خم في علي بن أبي طالب رضى الله عنه (٢).
وكذلك جاء في تفسير الرازي ذيل تفسير قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ...) .. والعاشر ـ من الوجوه التي قالها المفسرون في نزولها ـ قال : نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب عليهالسلام ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» ، فلقيه عمر فقال : هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة (٣).
__________________
(١) المائدة : ٦٧.
(٢) أسباب النزول : ٢٠٤ / ٤٠٣.
(٣) التفسير الكبير ١٢ : ٤٩ ـ ٥٠.
وجاء عن العياشي عن ابن عباس ، عن جابر بن عبد الله ، قالا : أمر الله محمدا صلىاللهعليهوآله أن ينصب عليا عليهالسلام للناس .. فأوحى الله إليه هذه الآية فقام بولايته يوم غدير خم.
وذكر صاحب شواهد التنزيل عن ابن عباس قال : «نزلت هذه الآية في علي عليهالسلام فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله بيده عليهالسلام فقال : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه».
وكذلك رواها الثعلبي في تفسيره عن ابن عباس مثله ، مجمع البيان ٢ : ٢٢٣.
وكذلك ذكر صاحب كتاب شواهد التنزيل لمن خص بالتفضيل : ٨ ـ ٥٩ ، أكثر من ثلاثين طريقا من كتب الجمهور في تفسير هذه الآية ، أنها نزلت تأكيدا لولاية أمير المؤمنين علي عليهالسلام.
ذكر ابن عساكر ١ : ٨٢ / ٥٨٢ ، تحت عنوان (اعتراف عمر بن الخطاب بمولوية علي بن أبي طالب عليهالسلام تصديقا لحديث الغدير) عن أبي فاختة ، قال : أقبل علي وعمر جالس في مجلسه فلما رآه عمر تضعضع وتواضع وتوسع له في المجلس ، فلما قام علي قال بعض القوم : يا أمير المؤمنين إنك تصنع بعلي صنيعا ما تصنعه بأحد من أصحاب محمد. قال عمر : وما رأيتني أصنع به؟ قال : رأيتك كلما رأيته تضعضعت وتواضعت وأوسعت حتى يجلس. قال : وما