والطبري في الرياض النضرة ، عن ابن عباس ، وكذلك ذكره السيوطي عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى (١).
وهذا يدل على الامتياز الخاص لعلي عليهالسلام.
المثال الحادي عشر : قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) (٢) ، نزلت في الإمام علي عليهالسلام عند ما بات على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله ليلة هجرته الى المدينة المنورة ، فقد روى ذلك الرازي في تفسيره (٣) ، وذكره في أسد الغابة بسنده عن الثعلبي (٤).
وروي عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب حين هرب النبي صلىاللهعليهوآله عن المشركين إلى الغار ونام علي عليهالسلام على فراش النبي صلىاللهعليهوآله .. (٥).
__________________
(١) فضائل الخمسة ١ : ٣١٥ ، عن الكشاف ٣ : ٢٤٥ ، الدر المنثور ٦ : ٥٥٣ ، الوسيط ٣ : ٤٥٤ ، الرياض النضرة ٣ : ١٧٨.
(٢) البقرة : ٢٠٧.
(٣) التفسير الكبير ٥ : ٢٢٣.
(٤) قال : رأيت في بعض الكتب أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب عليهالسلام بمكة لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده ، وأمره ـ ليلة خرج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار ـ أن ينام على فراشه ، وقال له : «اتشح ببردي الحضرمي الأخضر فإنّه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله تعالى» ، ففعل ذلك فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل عليهماالسلام : إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كلاهما الحياة ، فأوحى الله عزوجل إليهما : أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين نبيي محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة؟ اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه ، فنزلا فكان جبريل عند رأس علي عليهالسلام ، وميكائيل عند رجله ، وجبريل ينادي : بخ بخ ، من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله عزوجل بك الملائكة. فأنزل الله عزوجل على رسوله ـ وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي عليهالسلام ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) ، أسد الغابة ٣ : ٦٠٠ ، وذكره غير واحد من علماء الجمهور ، راجع فضائل الخمسة ٢ : ٣٤٥.
(٥) وروى أنّه لما نام على فراشه قام جبريل عند رأسه وميكائيل عند رجله وجبريل ينادي : بخ بخ ، من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة ، راجع مجمع البيان ١ : ٣٠١.