ونحن قد قلنا في
الحديث عن ضرورة الإمامة وانطباقها على أهل البيت : إنّ ذلك إنّما هو في ضرورة
الإمامة (المعصومة) ، لذا فنحن بحاجة إلى إثبات هذه الخصوصية عند الحديث عن
الإمامة في أهل البيت ، وآية التطهير تثبت لنا هذه الخصوصية.
والبحث في شرح
استفادة العصمة من آية التطهير بحث واسع تناوله بعض العلماء بصورة مفصّلة في كتب
التفسير ، كما ذكر ذلك العلّامة الطباطبائي قدسسره ، وفي أبحاث مستقلة ـ أحيانا ـ في مقام الاستدلال على
العصمة بآية التطهير ، ويمكن الرجوع إلى هذه الأبحاث لاستفادة ذلك منها. وقد ذكرنا
في بداية البحث أنّ الحديث عن موضوع الإمامة هنا هو حديث إجمالي ، نكتفي فيه ـ
أحيانا ـ بالإشارة إلى مبادئ البحث ومصادره عند ما يكون مستوفى في مواضع أخرى.
الآية
الثالثة : من هذه الآيات
الكريمة هي (آية المباهلة) وهي التي وردت في مقام مباهلة نصارى نجران ، وقصتها
معروفة ، وجاء الحديث فيها عن أهل البيت تحت عنوان (أبناءنا وأبناءكم ونساءنا
ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) ، وقد أعطى رسول
الله صلىاللهعليهوآله أهل البيت هذه العناوين (الابن والنساء والأنفس) منسوبة له
، وهذه العناوين هي أخص العناوين وألصقها وأقربها لأي بيت وإنسان.
ويمكن أن ننتزع من
هذه الآية الكريمة بعدا آخر في هذه النظرية وهو بعد الامتداد والاستمرار لرسول
الله صلىاللهعليهوآله ولدوره في أهل البيت عليهمالسلام.
فأهل البيت هنا
ليسوا مجرد أفراد معصومين اصطفاهم الله تعالى من بين عباده ، وإنّما لهؤلاء الناس
دور مهم خاص ، يمثلون فيه الامتداد لرسول الله صلىاللهعليهوآله لأنهم أبناء الرسول ونساؤه ونفسه ، عند ما جاء رسول بأهل
بيته دون غيرهم من أصحابه ، ويشير إلى ذلك حديث رسول الله صلىاللهعليهوآله عن أهل بيته عند الخروج إلى