أبعاد النظرية التي تحدثنا عنها في اختصاص الإمامة بأهل البيت عليهمالسلام (١) :
الآية الأولى : آية الاصطفاء التي نجد فيها الإشارة إلى أصل النظرية ، كما أشرنا إلى ذلك عند الحديث عن النظرية ، وهي قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٢) ، وهذه الآية الكريمة تمثّل مبدأ الاصطفاء للآل والأهل ، ومن ثم ينطبق هذا الاصطفاء على أهل البيت عليهمالسلام ، ونجد تأكيد ذلك ـ أيضا ـ في بعض الروايات التي تشير إلى هذا الموضوع في بعدين :
الأول : هو تفسير آل إبراهيم بآل محمد صلىاللهعليهوآله باعتبار أنّ آل رسول الله وأهل بيته عليهمالسلام ينتمون إلى إسماعيل ، ومن ثم فهم ينتمون إلى إبراهيم عليهالسلام ، كما ينتمي بنو إسرائيل ـ أيضا ـ إلى إبراهيم ، ولكن القرآن الكريم عند ما يتحدث عن بني إسرائيل ذكرهم بعنوانهم في مواضع عديدة ، ولم يذكرهم بعنوان آل إبراهيم ، وأما هذه الآية الكريمة فقد ورد الحديث فيها عن اصطفاء آل إبراهيم ، وهو إما أن يكون كناية عن آل محمد بالخصوص ، بقرينة هذه الصيغة الجديدة ، أو حديثا عن الاصطفاء الأعم والأشمل الذي يشمل آل إسماعيل وآل إسحاق.
وإلا فإن القرآن الكريم ذكر بني إسرائيل وأثنى عليهم وفضّلهم على العالمين ، بأن جعل منهم أنبياء وملوكا ، فلو أرادهم بالخصوص لكان الحديث عنهم باستخدام عنوانهم الخاص ، فاستبدال عنوان بني إسرائيل بعنوان (آل إبراهيم) إما باعتبار الاختصاص بأهل البيت ، أو إدخال أهل البيت عليهمالسلام في هذا العنوان.
__________________
(١) لم أكن عند الحديث عن النظرية ملتفتا إلى هذه الخصوصية في الآيات الكريمة ، ولكن في هذا اليوم عند ما راجعت الآيات وتأملت فيها وجدت هذا التطابق ، وأشكره سبحانه وتعالى على هذا التوفيق ، وأسأله دوام ذلك وبركته ومنفعته.
(٢) آل عمران : ٣٣ ـ ٣٤.