وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان ، فإذا زاد المؤمنون شيئا ردّهم ، وإذا نقصوا أكمله لهم فقال : خذوه كاملا ، ولو لا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم ، لم يفرق بين الحق والباطل» (١).
وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «ما زالت الأرض إلّا ولله فيها حجة يعرف الحلال والحرام ، ويدعو الناس إلى سبيل الله» (٢).
ورواية أخرى بهذا المضمون ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : تبقى الأرض بغير إمام؟ قال : «لا» (٣).
وفي هذا الموضوع روايات ونصوص كثيرة جدا (٤).
الطائفة الثانية : الروايات التي وردت في وجوب معرفة الإمام ، وأنّ الإنسان يجب عليه معرفة إمامه ، ويترتب على ذلك استنتاج ضرورة أن يكون الإمام موجودا حتى يمكن للإنسان أن يعرفه.
ومن جملة هذه الروايات ، رواية «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» ، فقد وردت هذه الرواية في طرق أهل البيت كثيرا وبصور مختلفة ومكررة (٥).
__________________
(١) علل الشرائع ١ : ٢٣١ / ٤ ، باب العلة التي من أجلها لا تخلو الأرض من حجة ، وبنفس المضمون وباختلاف يسير في الكافي ١ : ١٧٨ / ٥.
(٢) الكافي ١ : ١٧٨ / ٣ ، بحار الأنوار ٢٣ : ٥٦ / ١١٨.
(٣) الكافي ١ : ١٧٨ / ٤ ، بحار الأنوار ٢٣ : ٥٥ / ١١٧.
(٤) من رام التوسع فليراجع بحار الأنوار ٢٣ : ١ ـ ٥٦ ، باب الاضطرار إلى الحجة ، وعلل الشرائع ١ : ٢٢٧ ـ ٢٣٧ ، وإثبات الهداة ١ : ٧٢ ـ ١٤٤ ، الباب السادس ، في النصوص على وجوب النبوة والإمامة وغيرها من الكتب الموسعة في هذا المجال.
(٥) جاءت في بحار الأنوار ٢٣ : ٧٦ ـ ٩٥ ، باب وجوب معرفة الإمام ، وقال في صفحة : ٩٤ ، ما لفظه (روى كثير منهم ـ أي علماء الجمهور ـ أنّه عليهالسلام قال : «من مات وهو لا يعرف إمام زمانه