وهذه الرواية تشير إلى وجود الاختلاف بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله في التأويل ، حتى على مستوى أصحابه ، فضلا عن الأجيال الأخرى من المسلمين ، حيث تؤكد هذه الرواية أنّ الرسول يدعو أصحابه إلى الحوض ، ولكن الملائكة يذودونهم عنه ، ويخبرونه بأنّهم قد بدلوا بعدك ، لأنهم قد فسروا الإسلام وأولوه بآرائهم ، أو تركوا الالتزام بسنة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فيتبرأ منهم رسول الله صلىاللهعليهوآله حينذاك ويقول : «سحقا سحقا».
ورواية أخرى عن عرفجة ، قال سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «إنّه ستكون هنات وهنات ، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان» (١) ، ومحل الشاهد فيها قوله صلىاللهعليهوآله : «إنّه ستكون هنات وهنات» ، بحيث تفرق أمر الأمّة.
وعن ابن عمر ـ أيضا ـ عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : «القدرية مجوس هذه الأمة ، إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم» (٢).
وروايات أخرى ـ أيضا ـ بهذا المضمون عديدة تدل على وجود هذا الاختلاف.
ويدل على ذلك ـ أيضا ـ روايات افتراق الأمة إلى ثنتين أو ثلاث وسبعين فرقة التي مضت الإشارة إليها.
إذن ، عند ما نلاحظ هذه الروايات بجميع طوائفها يمكن أن نصل إلى هذه النتيجة :
أولا : أنّ هناك ما يدل على ضرورة الإمامة بمعنى الحكم بصورة خاصة.
__________________
(١) التاج الجامع للأصول ٣ : ٤٦ ، عن مسلم.
(٢) التاج الجامع للأصول ١ : ٣٩ ، عن أبي داود.