ومنها : قوله صلىاللهعليهوآله : «الإسلام والسلطان أخوان توأمان لا يصلح واحد منهما إلا بصاحبه ، فالإسلام أسّ والسلطان حارث ، وما لا أس له يهدم ، وما لا حارث له ضائع» (١).
ولعل هذه الرواية هي أصرح وأوضح رواية تذكر ضرورة الإمامة بمعنى الحاكم في روايات الجمهور ، ولكنّها جاءت في الدرجة الثانية من رواياتهم ، وتحت عنوان (السلطان) (٢).
إذن ، لدينا طوائف ثلاث تؤكد بمجموعها هذه الضرورة (ضرورة وجود الإمامة) ، ولو من ناحية ضرورة وجود الحكم الإسلامي ، وهي النقطة الثالثة التي ذكرناها لضرورة الإمامة في النظرية.
الخلافة ظاهرة تاريخية
الوجه الثاني : الروايات التي دلت على أنّ ما يجري في هذه الأمة يتطابق مع ما جرى في الأمم السابقة ، مضافا إليها روايات تذكر أنّ من جملة ما جرى في الأمم السابقة هو أنّه لا يوجد نبيّ إلا ويخلف له خليفة.
فإذا جمعنا بين هاتين المجموعتين تكون النتيجة أنّه لا بد أن يكون هناك خليفة لنبينا صلىاللهعليهوآله ، ليتحقق التطابق مع ما جرى في الأمم السابقة.
ونذكر مثالا لكل من المجموعتين :
المثال الأول للمجموعة الأولى : عن أبي سعيد عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا في جحر ضبي لا تبعتموهم» ، قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال : «فمن؟!» وفي رواية :
__________________
(١) كنز العمال ٦ : ١٠ / ١٤٦١٣.
(٢) سوف نشير قريبا إلى احتمال أن يكون هذا العنوان قد تم تحريفه عن عنوان الإمام.