١ ـ لم يرد في القرآن الكريم الحديث عن (وجود نبي لكل أمة) (١) ولكن ورد فيه وجود إمام لكل أمة (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ...) ، أمكن القول بأن هذه الآيات الكريمة يفهم منها الملازمة بين الأمة والإمامة وواجباتها ، ولعل هذه المسئولية هي التي تشير إليها آية (... كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا ...) ، ولا سيما وأنّ الكتاب يكنى به الإمام ـ أيضا ـ في القرآن الكريم.
وهو تعبير أخر عن قوله تعالى : (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) (٢).
٢ ـ كما أنّ الإمامة تعني الهداية ، كما تشير إلى ذلك آية : (... إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) ، والهداية حاجة ثابتة في الأمم كلها.
الثالث : ما ورد في القرآن الكريم ، قوله تعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ...) (٣).
وقوله تعالى : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (٤).
فإن هاتين الآيتين الكريمتين إذا قارناهما بآيات الشهادة في القرآن الكريم التي تحدثت عن شهادة بعض الأنبياء في الدنيا والآخرة كعيسى عليهالسلام (٥) ، أو
__________________
(١) ولا يتوهم أنّ النبي والرسول شيء واحد ، إذ من الواضح أنّ الرسول في القرآن الكريم يطلق على ما هو أعم من النبي ، قال تعالى : (إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ ...) ، يس : ١٤.
(٢) الأعراف : ٦.
(٣) البقرة : ١٤٣.
(٤) الحج : ٧٨.
(٥) انظر قوله تعالى : (... وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ...) ، المائدة : ١١٧.