حيث يختم المقطع الذي يتناول فيه ذكر الأنبياء ، قوله تعالى : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ) (١).
٢ ـ ما يذكره القرآن الكريم في وصف مصير الناس يوم القيامة ، حيث تدعى كل جماعة منهم بإمامهم ، الأمر الذي يشير إلى الارتباط بين مصير الجماعة والإمام ، قال تعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) (٢) ، وأنّ الإمامة حالة مستمرة مع الأمم والجماعات.
٣ ـ ما يذكره القرآن الكريم من الملازمة بين وجود الأمم وواجبات الإمامة بصورة عامة ، فقد ذكر القرآن الكريم في أكثر من مورد : بيان أنّ في كل أمة (شهيدا) ، قال تعالى : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ ...) (٣) ، كما ورد فيه بيان أنّ لكل قوم (هاديا) ، قال تعالى : (... إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (٤) ، وورد فيه أنّ في كل أمة (نذيرا) ، قال تعالى : (... وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) (٥) ، كما ورد فيه أنّ لكل أمة (رسولا) ، قال تعالى : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (٦) ، وورد فيه أنّ لكل أمة (كتابا) ، قال تعالى : (وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٧).
فإذا أضفنا إلى ذلك نكتتين أخريين وهما :
__________________
(١) الأنبياء : ٧٣.
(٢) الإسراء : ٧١.
(٣) النساء : ٤١.
(٤) الرعد : ٧.
(٥) فاطر : ٢٤.
(٦) يونس : ٤٧.
(٧) الجاثية : ٢٨.