الحكمة انتخاب
الأصلح في حركة الإنسان وتكامله ، فلا بد من نصب الإمام .
وهذا الدليل يؤيد
هذه النظرية ـ أيضا ـ لما ذكرناه في النظرية من أنّ ضرورة الإمامة تنبع من العوامل
الثلاثة :
١
ـ حلّ الاختلاف على
مستوى العبادة .
٢
ـ وحلّ الاختلاف على
مستوى فهم الدين وتفسيره وهو ما نعبر عنه بالتأويل.
٣
ـ حركة التكامل
الإنساني في التطبيق للحق والعدل ، الذي يكون من خلال وجود الدولة والكيان
الإسلامي السياسي الذي يطبق الحق والعدل ، لأنّ الأصلح في حركة الإنسان إنّما
يتحقق بصورة كاملة من خلال عملية التطبيق.
فلا يكفي مجرد طرح
المفاهيم النظرية وحدها التي تعبر عن الهدف الاسمي والمثل الأعلى ، أو عن طريق
تفسير الدين تفسيرا صحيحا ، فإنّ ذلك لا يكفي ـ وحده ـ لتحقيق الصلاح في التكامل
الإنساني ، وإنّما يحتاج ذلك إلى مرحلة متقدمة أكثر ، وهو التطبيق للحق والعدل ،
وهي مرحلة الرسالة الخاتمة التي أشرنا إليها (مرحلة التطبيق الكامل للحق والعدل
بين الناس) ، وهو العنصر الثالث الذي
__________________