لقولهم وتصديقا لهم فإنه حينئذ يتم الاستدلال ويقال إن ظاهر الآية هو كون ذلك علة غائية لوجوب الإنذار إذ ليس الإنذار بنفسه واجبا من دون ملاحظة ترتب أمر آخر عليه وغائيته له تستلزم وجوبه ولا يحتاج تتميمه إلى تجشم القول بأن كلمة لعل موضوعة للترجي الإيقاعي الإنشائي ويكون داعيه في حقه تعالى مجرد المحبوبية التي لا تنفك هنا عن الوجوب إذ لا معنى لندبية التعبد بقول المنذر بل هو إما يجب أو يحرم مع إمكان أن يقال إن وضع كلمة لعل للترجي غير معلوم فإنه لو كان كذلك للزم تخلفها عن استعمالها فيه في كثير من الموارد مثل قوله تعالى (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ) وقوله (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ) وقوله (لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً) وقوله عليهالسلام لعلك وجدتني في مقام الكاذبين وقوله أو لعلك رأيتني آلف مجالس البطالين وقولك لعل زيدا يموت أو لعله عدوك وغير ذلك من الموارد الكثيرة التي يكون مدخول كلمة لعل فيها مكروها للنفس ولا يعقل إنشاء الترجي بالنسبة إليه بل الظاهر أنها موضوعة لإبداء الاحتمال وجعل مدخولها واقعا موقعه ويرادفها في الفارسية كلمة شايد (ولقد وافقنا في ذلك ما من الصحاح من) أن لعل كلمة الشك ولعل ما أوقع مخالفينا في الاشتباه مطلوبية مدخولها في كثير من الموارد ومحبوبية وقوعه للنفس والغفلة عن أن ذلك لا يوجب وضع كلمة لعل لإفادته وإظهاره وإلا فمن الواضح استعمالها في إبداء الاحتمال للمدخول ورفع الاستبعاد عن وقوعه في جملة من الموارد التي يكون المدخول فيها محبوبا للنفس أيضا مثل قولك لا تدري لعل الله يرحمك أو لعله يجيب دعوتك أو لعل زيدا يحبك وغير ذلك مما تقع كلمة لعل بعد كلمة لا تدري وما بمعناها مثل لا تعلم «هذا ولكن لا يخفى» أن صحة الاستدلال بالآية وتماميته لا تتوقف على شيء من ذلك بعد ما كان المراد من قوله لعلهم