يكون مبعوثا إليه من جهة ومزجورا عنه من جهة أخرى فالبعث والزجر وإن كانا مختلفين من حيث المتعلق في مورد الافتراق إلا أنهما يتحدان من هذا الحيث بالنسبة إلى المجمع وتكون غائلة استحالة اجتماع الحكمين موجودة فيه (قلت) لا يكاد يكون المجمع مبعوثا إليه ومزجورا عنه بوجه فإن البعث إنما يتعلق بالعنوان المنتزع من الحقيقة الخارجية الجامعة لجميع الوجودات الصادقة على كل من الوجودات الخاصة فإن العقل بعد ملاحظة تلك الوجودات يرى جامعا لها في الخارج وحقيقة موجودة في جميعها وتكون تلك الحقيقة متعلقة للبعث والزجر ولا يكون الوجود الخاص بمتعلق للبعث والزجر بحال وتحقق الامتثال به إنما هو بملاحظة وجود الحقيقة الجامعة الخارجية فيه لا بملاحظة كونه متعلقا للأمر (وإن كنت) في ريب من ذلك فلاحظ نفسك إذا كنت عطشان هل يكون شرب الماء الخاص المتحقق من زيد مثلا محبوبا لك أم يكون المحبوب مطلق شرب الماء الصادق على جميع الوجودات لا مجال لإنكار أن المحبوب لك لا يكون وجودا خاصا لا يصدق على وجود خاص آخر وكيف يمكن الأمر بالإتيان بالماء الذي شربه الشخص الفلاني مثلا بل المحبوب والمأمور به هو حقيقة الفعل الصادقة على جميع الوجودات والعنوان المأمور به في ظاهر الخطاب يكون منتزعا عن تلك الحقيقة فتكون هي متعلقة للبعث أو الزجر لبا وعلى ذلك فعنوان الصلاة المنتزع عن الحقيقة الجامعة الخارجة الصادقة على الوجودات المخصوصة يكون مأمورا به أولا ويسري الأمر منه إلى نفس الحقيقة ثانيا لا إلى وجود خاص وفرد مخصوص منها وكذا عنوان الغصب المنتزع عن حقيقة التصرف في مال الغير منهي عنه أولا وتكون الحقيقة الجامعة منهيا عنها ثانيا من غير تعلق للبعث والزجر بالمجمع أصلا والحقيقة وإن كانت عين الوجود الخاص إذا