فصلا له عن غيره فمنها أنه عرض ولا ريب في أنه لو أخذ في الموضوع بما هو كذلك لكان يشاركه غيره من الأعراض ومنها أنه من مقولة الكيف وفي هذه الجهة يشاركه كل ما كان من تلك المقولة ومنها أنه كيف نفساني وفي هذه الجهة يشاركه جميع الكيفيات القائمة بالنفس ومنها أنه ذا إضافة إشراقية إلى متعلقه وفي هذه الجهة يشاركه الظن والاحتمال ومنها أنه كاشف ويشاركه في هذه الجهة الظن فقط ومنها أنه طريق تام لا يبقى معه احتمال الخلاف أصلا وهذه الجهة هي الجهة التي بها يكون القطع قطعا ويمتاز عن جميع ما يغايره وحينئذ فأخذ القطع في الموضوع مع حفظ قطعيته لا بد وأن يكون بهذه الجهة الأخيرة ولا يعقل أخذه بما هو صفة خاصة مع قطع النظر عن هذه الجهة التي بها يكون القطع وهل هو إلا كأخذ الكاشف مع قطع النظر عن كاشفيته وأخذ الإنسان مع قطع النظر عن كونه إنسانا وما يقال من أن العلم نور لنفسه ونور لغيره فليس معناه أن له جهتين إحداهما غير الأخرى بل المراد أن نوريته بذاته وأن ذاته عين النور كما يقال الإرادة إرادة بنفسها والموجود موجود بذاته أي عين الإرادة وهو عين الوجود ومن الواضح أن كون الشيء نورا هو عين ظهور الغير به وكونه نورا لغيره فإحدى الجهتين عين الأخرى فكونه صفة خاصة ممتازة عن غيرها هو عين كونه كاشفا تاما وطريقا ينكشف به الشيء فلا يمكن أخذ القطع موضوعا أو جزء الموضوع مع حفظ كونه قطعا إلا بأخذه كاشفا تاما (وقد ظهر من ذلك بطلان ما أفاده المحقق الحائري قدسسره) في المقام أيضا من أن المراد بأخذه بما هو صفة هو أخذه بما هو كاشف تام كما ذكرنا وبأخذه بنحو الكشف أخذه بما هو طريق معتبر كسائر الطرق وذلك لأن المراد بأخذ القطع في الموضوع هو أخذ القطع بحيثياته الذاتية التي يكون القطع معها باقيا على كونه قطعا ومن المعلوم أن أخذه بما هو