أبا بكر هو الذي طلب من زيد بن ثابت جمع القرآن ، لقوله :
«كنت تكتب الوحي لرسول الله فتتبّعِ القرآنَ فاجمعهُ ما جمعه. [فقال : زيد] فوالله لو كلّفني نقل جبل...».
في حين الموجود في المصاحف : «أنّ أبابكر الصدّيق كان جمع القرآن في قراطيس ، وكان قد سأل زيد بن ثابت النظر في ذلك ، فأبى حتّى استعان عليه بعمر ففعل»(١). فبين الأمرين فرق واضح.
كما ترى أيضاً في البخاري والترمذي أنّ زيداً لم يرتض جمع القرآن حتّى راجعه أبوبكر ، وفي آخر راجعه عمر فشرح الله صدره لذلك.
في حين ترى في خبر ابن الأنباري في المصاحف : أنّ زيداً هو الذي لقي عمر بن الخطّاب بعدما قتل أربعمائة رجل يوم اليمامة واقترح عليه جمع القرآن ، فقال له :
«انتظر حتّى أسأل أبا بكر فمضيا إلى أبي بكر فأخبراه بذلك فقال : لا تعجلا حتّى أُشاوِرَ المسلمين» ، وهذا يخالف ما قبله.
فالسؤال الأوّل : من الذي جمع المصحف ، هل الخليفة أم زيد بن ثابت؟(٢).
__________________
(١) المصاحف : ١٦٩/ح ٣٠ ، توجّه القاضي أبوبكر بن الطيّب إلى اضطراب روايات جمع القرآن ، وابن العربي سعى لردّ كلام ابن الطيّب في شرحه على سنن الترمذي ، راجع ١١ / ٢٦٣ ـ ٢٦٥ المسألة الرابعة قوله تعالى : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ).
(٢) قال ابن حجر في فتح الباري : «في موطّأ ابن وَهْب عن مالك عن ابن شِهاب عن