قلت : لمولانا عليّ بن محمّد الهادي عليهماالسلام يا سيّدي في هذه الأيّام أيّام منحوسة تقطع عن الحوائج فإذا دعتني ضرورة إلى السعي فيها لحاجة لا يمكنني تركها فعلّمني ما أحترز به منها لأسعى في حوائجي فقال عليهالسلام : يا سهل إنّ لشيعتنا بولايتنا عصمة لو سلكوا بها لجج البحار الغامرة وسباسب البيداء الغابرة بين سباع وذئاب وأعاد من الجنّ والإنس لأمِنوا من مخاوفهم بنا وبولايتنا فاتّق بالله عزّ وجلّ وأخلص الولاء لأئمّتك الطيّبين الطاهرين وتوجّه حيث شئت يا سهل إذا أصبحت وقلت ثلاثاً :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيم
أَصْبَحْتُ اَللَّهُمَّ مُعْتَصِماً بِذِمَامِكَ الْمَنِيعِ الَّذِي لاَ يُطَاوَلُ وَلاَ يُحَاوَلُ مِنْ كُلِّ طَارِق وَغَاشِم مِنْ سَائِرِ مَا خَلَقْتَ وَمَنْ خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ الصَّامِتِ وَالنَّاطِقِ في جُنَّة مِنْ كُلِّ مَخُوف بِلِبَاس سَابِغَة ولاَءِ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ [وَعَلَيْهِمْ] مُحْتَجِباً مِنْ كُلِّ قَاصِد لِي إلى(١) أَذِيَّة بِجِدَار حَصِينِ الإِخْلاَصِ فِي
__________________
الهادي لم تذكر المصادر الرجالية أسمه الكامل وأشارت إلى أنّه كان مؤذّناً في المسجد المعلّق في صفّ شنيف بسرّ من رأى (سامرّاء) وكان يلقّب بأبي نواس لأنّه كان يتخالع ويطيب مع الناس ويظهر التشيّع على الطيبة فيأمن على نفسه ، فلمّا سمع الإمام عليّ الهادي عليهالسلام لقّبه بهذا اللقب (أبي نواس) وقال له أنت أبو نواس الحقّ.
الأمالي للشيخ الطوسي : ٢١١ ، بشارة المصطفى : ١٢٩ ، بحار الأنوار ٩٢/١.
(١) سقطت من نصّ نسخة المخطوطة ، ورقة رقم ٣٦.