بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيم
إلهي كَمْ مِنْ عَدُوٍّ انْتَضى عَلَيَّ سَيفَ عَداوَتِهِ وَشَحَذَ لي ظُبَةَ مُدْيَتِهِ ، وَأرْهَفَ لي شَبا حَدِّهِ ، وَدافَ لي قَواتِلَ سمُوُمِهِ ، وَسَدَّدَ نَحْوي صَوائِبَ سِهامِهِ وَلَمْ تَنَمْ عَنّي عَيْنُ حِراسَتِهِ ، وَأضْمَرَ اَنْ يَسوْمَنىَ الْمَكْروْهَ وَيُجَرِّعَني ذُعافَ مَرارَتِهِ فَنَظَرْتَ إلى ضَعْفي عَنِ احتِمالِ الْفَوادِحِ وَعَجْزي عَنِ الاْنْتِصارِ مِمَّنْ قَصَدني بِمُحارَبَتِهِ وَوَحْدَتي في كَثير مِمَّنْ ناواني وأرْصَدَ لي فيما لَمْ أُعْمِلْ فِكْري في الإرْصادِ لَهُمْ بِمِثْلِهِ ، فَأيَّدْتَني بِقُوَّتِكَ وَشَدَدْتَ أزْري بِنُصْرَتِكَ وفَلَلْتَ شَبا حَدِّهِ وَخَذَلْتَهُ بَعْدَ جَمْعِ عَديدِهِ وَحَشْدِهِ وأعْلَيْتَ كَعْبي عَلَيْهِ وَوَجَّهْتَ ما سَدَّدَ إلَيَّ مِنْ مَكائِدِهِ إلَيْهِ ، وَرَدَدْتَهُ عَلَيْهِ وَلَمْ يَشْفِ غَليلَهُ وَلَمْ تَبْرُدْ حَزازاتُ غَيْظِهِ وَقَدْ عَضَّ عَلَيَّ أنامِلَهِ وَأدْبَرَ مُوَلِّياً قَدْ أخْفَقَتْ سَراياهُ ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِر لاَ يُغْلَبُ وَذي أناة لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْني لِنَعْمائِكَ مِنَ الشّاكِرينَ [وَلآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ](١) ، إلهِي وَكَمْ مِنْ باغ بَغاني بِمَكائِدِهِ وَنَصَبَ لي أشْراكَ مَصايِدِهِ وَوَكَّلَ بي تَفَقُّدَ رِعايَتِهِ ، وأضبَأَ إلَيَّ إضْباءَ السَّبُعِ لِطَريدَتِهِ انْتِظاراً لاِنْتِهازِ فُرْصَتِهِ وَهُوَ يُظْهِرُ بَشاشَةَ الْمَلَقِ ، وَيَبْسُطُ لي وَجْهاً غَيْرَ طَلِق ، فَلَمّا رَأيْتَ دَغَلَ سَريرَتِهِ وَقُبْحَ مَا انْطَوى
__________________
أهلك الله آنفا عدوَّك فلتحسن لله شكرك..... .
ودعا بهذا الدعاء.
(١) سقطت من نصّ نسخة المخطوطة ، ورقة رقم ٢٦