الدعاء الخامس عشر
للإمام الباقر عليهالسلام كان يدعو به في القنوت على الأعداء وهو(١) :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيم
اَللّهُمَ إنَّ عَدُوِّي قَدْ اِسْتَسَنَّ في غُلوائِه وَاسْتَمَرَّ في عُدُوانِه وَأمِنَ بِما شَمِلَهُ مِنَ الحِلْمِ عاقِبَةَ جُرْأَتِه عَلَيْكَ وَتَمَّرَدَ في مُبايَنتِك وَلَكَ اَللَّهُمَّ لَحَظاتُ سَخَط بَياتاً وَهُمْ نائُمونَ وَنَهاراً وَهُمْ غافِلُونَ وَجَهْرَةً وَهُمْ يَلْعَبُونَ وَبَغْتَةً وَهُمْ ساهُونَ وَأنَّ الخِناقَ قَد اِشْتَدَّ وَالوِثاقَ قَدْ اِحْتَدَّ وَالقُلُوبَ قَدْ مُحِيَتْ وَالعُقُولَ قَدْ تَنَكَّرَتْ وَالصَّبْرَ قَدْ أوْدى وَكادَ يَنْقَطِعُ حَبائِلُهُ فَإنَّكَ لَبِالمِرْصادِ مِنَ الظاّلِمِ وَمُشاهَدَةً مِنَ الكاظِمِ لا يُعجِلُكَ فوْتُ دَرَك وَلا يُعْجِزُكَ اِحتِجازُ مُحتَجِز وَإنَّما مُهِّلَ اِستِثْباتاً وَحُجَّتُكَ عَلَى الأحوالِ البالِغَةِ الدّامِغَةِ وَبِعُبَيْدِكَ ضَعْفُ البَشَرِيَّةِ وَعَجْزُ الإنْسانِيّةِ وَلَكَ سُلْطانُ الإلهِيَّةِ وَمَلْكَةُ البَرِيَّةِ وَبَطْشَةُ الأناةِ وَعُقُوبَةُ التأبيدِ اَللّهُمَّ إنْ كانَ في المُصابَرَةِ لِحَرارَةِ المُعانِ مِنَ الظّالمينَ وَكَمَدِ مَنْ يُشاهِدُ مِنَ المُبَدِّلينَ لَكَ وَمَثُوبَةً مِنْكَ فَهَبْ لَنا مَزيداً مِنَ التَّأيْيدِ وَعَوْناً مِنَ التَّسْديدِ إلى حينِ نُفُوذِ مَشِيَّتِكَ فيمَنْ أَسْعَدتَهُ وَأَشقَيْتَهُ مِنْ بَرِيَّتِكَ وَامْنُنْ عَلَيْنا بِالتَسْليمِ لِمَحْتُوماتِ قَضِيَّتِكَ وَالتَّجَرُّعِ لِوارِداتِ أقْدارِكَ وَهَبْ لَنا مَحَبةً لِما أحْبَبْتَ في مُتَقَدَّم وَمُتأخَّر وَمُتَعَجَّل وَمُتَأجَّل والإيثارِ لِمَا اخْتَرْتَ في مُسْتَقْرَب وَمُسْتَبْعَد
__________________
(١) مهج الدعوات : ٥١ ، بحار الأنوار ٨٢/٢١٦.