[لانْتهازِ](١) الفُرْصَةِ لِفَريصَتِه وَهُوَ يُظْهِرُ لي بَشاشَةَ المَلَقِ وَيُبطِنُ عَليَّ شِدَّةَ الحَنَقِ فَلمّا رَأيْتَ يا إلهي تبارَكْتَ وَتعَالَيْتَ دَغَلَ سَريرَتِه وَقُبْحَ ما انطَوى عَلَيْهِ أركَسْتَه لأمِّ رَأسِه في زُبْيَتِه وَرَدَدْتَهُ في مَهوى حَفيرَتِه فَانْقَمَعَ بَعْدَ اسْتِطالَتِه ذَليلاً في رِبْقِ حَبائِله الَّتي كانَ يُقّدِّرُ لي أنْ يَراني فيها وَقَدْ كادَ أنْ يَحُلَّ بي لولا رَحمَتُكَ ما حَلَّ بِساحَتِه وَكَمْ مِنْ حاسِد قَدْ شَرَقَ بي بِغُصَّتِه وَشَجى مِنّي بِغَيْظِه وَسَلَقَني بِحَدِّ لِسانِه وَوَخَزَني بِقَرْفِ عُيُوبِه وَجَعَلَ عِرْضي غَرَضاً لِمَراميهِ وَقَلَّدَني خِلالاً لَم يَزَلْ فيهِ وَوَخَزَني بِكَيدِهِ وَقَصَدَني بِمَكيدَتِه فَنادَيْتُكَ يا إلهي مُسْتَغيثاً بِكَ واثِقاً بِسُرْعَةِ إجابَتِكَ عالِماً أَنَّهُ لَنْ يُضْطَهَدَ مَنْ آوى إلى ظِلِّ كَنَفِكَ وَلَمْ يَفْزَعْ مَنْ لَجَأَ إلى مَعاقِلِ انْتِصارِكَ فَحَصَّنْتَني مِنْ بَأسِه بِقُدْرَتِكَ وَكَمْ مِنْ سَحائِب مَكْروه قَدْ جَلَّيْتَها عَنّي وَسَحائِبَ نِعَم أَمْطَرْتَها عَلَيَّ وَجَداوِلَ رَحْمَة نَشَرْتَها وَعافِيَة أَلْبَسْتَها وَأَعْيُنِ أَحْداث طَمَسْتَها وَغَواشي كُرُبات كَشَفْتَها وَكَمْ مِنْ ظَنّ حَسَن حَقَّقْتَ وَعُدُمِ إملاق جَبَرْتَ وَصَرْعَة أَنْعَشْتَ وَمَسْكَنَة حَوَّلْتَ كُلُّ ذلِكَ إنْعاماً وَتَطَوُّلاً مِنْكَ وَفي جَميعِ ذلِكَ اِنْهِماكاً مِنّي عَلى مَعاصيكَ لَمْ يَمْنَعْكَ إِساءَتي عَنْ إتْمامِ إِحْسانِكَ وَلا حَجَزَني ذلِكَ عَنْ اِرتِكابِ مَساخِطِكَ لا تُسأَلُ عَمّا تَفْعَلُ ولَقَدْ سُئِلْتَ فَأعْطَيْتَ وَلَمْ تُسْأَلْ فَابْتَدَأتَ وَاسْتُميحَ فَضْلُكَ فَما أَكْدَيْتَ أَبَيْتَ إلاّ إحْساناً وَأَبَيْتُ إلاّ تَقَحُّمَ حُرُماتِكَ وَتَعَدِّيَ حُدُودِكَ وَالغَفْلَةَ عَنْ وعَيدِكَ فَلَكَ الحَمْدُ مِنْ مُقْتَدِر لا يُغْلَبُ وَذي أَناة لا يَعْجَلُ هذا مَقامُ مَنِ
__________________
(١) سقطت من نصّ النسخة المخطوطة ، ورقة رقم ٢٠.