بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيم
اَللّهُمَّ مِنْكَ البَدْءُ وَلَكَ المَشيئَةُ وَلَكَ الحَوْلُ وَلَكَ القُوَّةُ وَأَنْتَ اللّهُ الَّذي لا إله إلاّ أَنْتَ جَعَلْتَ قُلُوبَ أَوْلِيائِكَ مَسْكَناً لِمَشيَّتِكَ وَمَكْمَناً لإرادَتِكَ وَجَعَلْتَ عُقُولَهُمْ مَناصِبَ أَوامِرِكَ وَنَواهيكَ فَأَنْتَ إذا شِئْتَ ما تَشاءُ حَرَّكْتَ مِنْ أَسْرارِهِمْ كَوامِنَ ما أَبْطَنْتَ فيهِمُ وَأَبْدَأتَ مِنْ إرادَتِكَ عَلى أَلْسِنَتِهِمْ ما أَفْهَمْتَهُمْ بِهِ عَنْكَ في عُقُودِهِم بِعُقُول تَدْعُوكَ وَتَدعُو إِلَيْكَ بِحَقائِقِ ما مَنَحْتَهُمْ بِهِ(١) وَإِنّي لأَعْلَمُ مِمّا عَلَّمْتَني مِمّا أَنْتَ المَشْكُورُ عَلى ما مِنْهُ أَرَيْتَني وَإِلَيْهِ آوَيْتَني اَللّهُمَّ وَاِنّي مَعَ ذلِكَ كُلِّه عائذٌ بِكَ لائِذٌ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ راض بِحُكْمِكَ الَّذي سُقْتَهُ إلَيَّ في عِلْمِكَ جار بِحَيْثُ أَجْرَيْتَني قاصِدٌ ما أَمَّمتَني غَيْرَ ضَنين بِنَفْسي في ما يُرْضيكَ عَنّي إذ بِه قَدْ رَضَّيْتَني وَلا قاصِر بِجُهدي عَمّا إلَيْهِ نَدَبْتَني مُسارِعٌ لِما عَرَّفْتَني شارِعٌ فيما أَشْرَعْتَني مُستَنصِرٌ في ما بَصَّرتَني مُراع ما أَرعَيْتَني فَلا تُخْلِني من رِعايَتِكَ وَلا تُخْرِجْني مِنْ عِنايَتِكَ وَلا تُقْعِدْني عَنْ حَوْلِكَ وَلا تُخْرِجْني عَنْ مَقْصَد أَنالُ بِهِ إرادَتَكَ وَاجْعَلْ عَلَى البَصيرَةِ مَدْرَجَتي وَعَلَى الهِدايَةِ مَحَجَّتي وَعَلَى الرَّشادِ مَسْلَكي حَتّى تُنيلَني وَتُنيلَ بي أُمْنِيَتي وَتُحِلَّ بي [عَلى](٢) ما بِهِ أَرَدْتَني وَلَهُ خَلَقْتَني وَإلَيْهِ آوَيْتَني وَأَعِذْ أَوْلِياءَكَ مِنَ الإفْتِتانِ بي وَفَتِّنْهُمْ
__________________
(١) سقطت من نصّ نسخة المخطوطة ، ورقة رقم ١٨.
(٢) سقطت من نصّ نسخة المخطوطة ، ورقة رقم ١٨.